تتواصل بميناء أكادير الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال العودة الكبرى لسفن الصيد الصناعي من مصيدة الأخطبوط، بعد انتهاء الموسم الصيفي للصنف الرخوي المقرر في الساعات الأخيرة من يوم الاثنين 15 شتنبر الجاري. ويُدخل الأخطبوط بعد ذلك في راحة بيولوجية تمتد لثلاثة أشهر قابلة للمراجعة وفق نتائج التتبع البيولوجي الذي ينفذه المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري.
وينتهي الموسم الصيفي على وقع حالة من التوجس في أوساط الأطقم البحرية وكذا الشركات، بالنظر لمحدودية المصطادات المحققة خلال هذا الموسم، حيث تؤكد الأصداء القادمة من أوساط الفاعلين المهنيين، أن أغالبية السفن غير راضية عن حصيلته الصيفية من حيث المصطادات، فيما يعول الفاعلون المهنيون على إرتفاع الأثمنة لتحقيق نوع من التوزان المالي. هذا في وقت يتمنى المهتمون بالشأن البحري عودة آمنة وسلسة للسفن، لاسيما في ظل الإضطرابات الجوية التي عادة ما تطبع السواحل. وهو ما يفرض على السفن، التحلي باليقظة والإتزان تلافيا للحوادث في طريق العودة .
وتحرص السلطات المينائية على اتخاذ مجموعة من الترتيبات الإدارية والتنسيقية لضمان نجاح العودة، التي تشمل رسو السفن، عمليات التفريغ، وتسريع إجراءات المناولة. وتشمل هذه الترتيبات جميع الجهات المعنية بالميناء، من إدارات ومراقبين ومجهزين، لضمان انسيابية العمليات ومواكبة الأطقم البحرية وشركات المناولة في أداء مهامها بكفاءة.
وشهد الميناء سلسلة من الإجتماعات التنسيقية التي وضعت خارطة طريق دقيقة لتنظيم الرسو والمناولة، مع تعزيز الرقابة على الحركة المرورية داخل الأرصفة، وإغلاق بعض المنافذ أمام السيارات الخاصة، لضمان سلامة العمليات في رصيف -6 ومثلث الصيد. كما تم التأكيد على توفير العدد الكافي من الموارد البشرية لدى جميع الإدارات المعنية، لتعزيز التنظيم والمراقبة وضمان احترام الجدولة الزمنية للاستغلال.
ومن المتوقع أن تصل أغلب المراكب إلى مشارف ميناء أكادير ابتداءً من يوم الأربعاء 17 شتنبر، حيث اختارت بعض السفن تقليص أيام الصيد للوصول المبكر وضمان عمليات التفريغ بشكل مريح وآمن. وتجدر الإشارة إلى أن عملية تدبير العودة الكبرى أصبحت روتينية، مما أسهم في ترسيخ ثقافة تنسيقية بين مختلف المتدخلين، كلٌّ مدرك لدوره ومسؤولياته في منظومة التدبير المرحلي.
ويظل الهاجس الأبرز لدى القائمين على الشأن المينائي هو السلامة أثناء عمليات التفريغ والمناولة، إضافة إلى مرحلة ما بعد انتهاء هذه العمليات التي تشمل أشغال الصيانة. وقد عممت قبطانية الميناء توجيهات صارمة بشأن الالتزام بالجدولة الزمنية، ضبط حركة العربات والشاحنات، منع الأنشطة المهددة للسلامة البحرية، وتطبيق مقتضيات القانون رقم 18-71 المتعلق بشرطة الموانئ، الذي يواكب المعايير الدولية ويهدف إلى القضاء على السلوكيات الخطرة في المحيط المينائي.
وكانت كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري قد أعلنت عن توقيف نشاط صيد الأخطبوط على طول الساحل الوطني ابتداءً من 16 شتنبر وإلى غاية 15 دجنبر 2025، مع إمكانية تعديل مدة التوقف حسب نتائج المتابعة البيولوجية للمصيدة. فيما يؤكد المهنيون والإدارات على أن العودة الكبرى لسفن الصيد من مصائد التهيئة جنوب سيدي الغازي تُعد حدثًا مهمًا على مستوى ميناء أكادير، ليس فقط من حيث النشاط الاقتصادي، وإنما أيضًا من حيث تنظيم العمل المينائي وضمان السلامة، ما يجعل من هذا الاستعداد نموذجًا للتنسيق والفعالية في تدبير الموسم السمكي.