السنغال .. ورشة إقليمية تناقش تحديات وإستدامة مصيدة السردين بمشاركة الكنفدرالية الوطنية للصيد التقليدي

0
Jorgesys Html test

أختتمت يوم أمس الأربعاء 17 شتنبر 2025  بمنتجع سالي بورتودال بالسنغال، ورشة شبه إقليمية حول الإدارة المستدامة لمصايد الأسماك السطحية الصغيرة من صنف السردين، بمشاركة أكثر من ثلاثين ممثلاً عن منظمات الصيد التقليدي ومؤسسات مهنية وإقليمية ودولية، من بينها الكنفدرالية الوطنية للصيد التقليدي التي مثلها رئيسها عبد الله بليهي والكاتب العام محمد شابو البشير.

وقد شكلت الورشة التي نظمت على مدى يومين من طرف الكنفدرالية الافريقية للتنظيمات المهنية للصيد التقليدي تحت إشراف اللجنة شبه الإقليمية للصيد وبدعم من شركاء دوليين من بينهم منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، فرصة للتفكير الجماعي في سبل صون هذه الثروة البحرية التي تمثل عنصراً استراتيجياً في الأمن الغذائي لدول غرب إفريقيا، كما تشكل رافعة اقتصادية واجتماعية لآلاف الأسر الساحلية.

وفي تصريح خص به جريدة البحرنيوز، أكد عبد الله بليهي أن الورشة ركزت على تبادل التجارب والخبرات حول مصيدة السردين، باعتبارها مورداً حيوياً يتطلب جهوداً مشتركة لضمان استدامته وتثمينه، مشدداً على أن التجربة المغربية كانت حاضرة ضمن كلمة الكنفدرالية  في هذا الموعد الإقليمي، من خلال عرض مختلف المبادرات التي اعتمدتها المملكة في حماية هذا الصنف الاستراتيجي.

 وأوضح عبد الله بليهي  أن المغرب إعتمد مخططات متكاملة تراهن على تخفيف جهد الصيد  بمصيدة الأسماك السطحية الصغيرة من خلال آليات المراقبة والتتبع، واعتماد نظام الحصص (الكوطا)، إلى جانب تثمين المفرغات وتوسيع المحميات . وهي إجراءات شكلت أرضية خصبة للنقاش، وأكدت، وفق المتحدث، أن المغرب قطع أشواطاً مهمة مقارنة مع تجارب بلدان أخرى مشاركة.

وأضاف بليهي أن مثل هذه الورشات تبرز الحاجة الملحة إلى إنفتاح ممثلي الصيد الساحلي بالمملكة على المشاركة في مثل هذه اللقاءات الإقليمية والقارية، باعتبار هذا الأسطول يعد  شريكا في مشاريع إصلاح المصيدة وهيكلتها، والأقدر على استيعاب حجم التحديات المطروحة وسبل مواجهتها.

وانقسم المشاركون منذ اليوم الأول إلى مجموعتين للعمل على محاور متكاملة، الأولى خصصت لتدارس الحلول والمواكبة من خلال اقتراح التدابير ذات الأولوية في مجال التدبير الرشيد للمصايد، إلى جانب السبل الكفيلة بمواكبة الصيادين التقليديين اجتماعياً واقتصادياً، فيما انشغلت المجموعة الثانية بمسألة المسؤوليات والرهانات، حيث تركز النقاش على التزامات الدول الأعضاء في اللجنة شبه الإقليمية للصيد والرهانات الخاصة بالمجتمعات الساحلية المعتمدة على الصيد التقليدي. وقد سمح هذا التوزيع بتقاطع الرؤى وبناء مقترحات عملية يجمعها هدف واحد عبر عنه المنظمون بشعار إنقاذ مصيذة السردين .

أما اليوم الثاني فقد تميز بمناقشة إنشاء لجان مختلطة عابرة للحدود خاصة بالصيد التقليدي، وبعقد جلسات تفاعلية جمعت المهنيين والشركاء الإقليميين والدوليين في أفق صياغة تصور مشترك لآليات عمل هذه اللجان وتحديد تركيبتها ومهامها وأدوارها. واعتُبرت هذه الخطوات مقدمة نحو إرساء حوكمة تشاركية وشفافة تعزز الانخراط الإقليمي في حماية المصايد، وتنسجم مع الالتزامات التي سبق أن اعتمدها الوزراء خلال الدورة الثانية والعشرين العادية للجنة شبه الإقليمية للصيد.

وعكست الورشة وعياً متزايداً بضرورة التعامل مع مصيدة السردين باعتبارها مورداً مشتركاً يتجاوز الحدود الوطنية، الأمر الذي يفرض تعزيز التعاون بين الدول والمجتمعات المحلية والنساء العاملات في تحويل المنتجات البحرية،  من أجل ضمان استدامة هذه الثروة. وقد خرجت الأشغال برسالة واضحة مفادها أن مستقبل السردينلة لا يمكن أن يتحقق إلا عبر تنسيق الجهود وتوحيد الرؤى بما يصون الأمن الغذائي ويحافظ على أرزاق الصيادين التقليديين ويؤسس لشراكة حقيقية من أجل تنمية ساحلية مستدامة في غرب إفريقيا.

Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا