يشهد سوق السمك بالجملة بأكادير تراجعًا ملحوظًا في كميات المنتوجات البحرية المعروضة، نتيجة توالي الاضطرابات الجوية البحرية التي أثرت بشكل مباشر على وتيرة الإبحار لدى بحارة الصيد التقليدي المسجلين بميناء المدينة. ويزيد من حدة هذا الوضع توقف معظم مراكب الصيد الساحلي من نوع الجر، التي علقت نشاطها بعد نهاية موسم صيد الأخطبوط، من أجل إجراء الحسابات المالية وتوزيع المستحقات على العاملين على متنها.
وفي هذا السياق، أوضح عبد اللطيف حماني، رئيس الجمعية المهنية لتجار السمك بالجملة بأكادير، أن السوق يشهد في الآونة الأخيرة نقصًا حادًا في المفرغات السمكية، مما أثر على تنوع وغنى المنتوج البحري المعتاد، لا سيما في ظل تقلص عدد أيام الإبحار الخاصة بقوارب الصيد التقليدي. وأشار إلى أن البحارة ينتظرون تحسن الأحوال الجوية واستقرار المناخ البحري من أجل استئناف الرحلات البحرية واستعادة نشاط المصايد البحرية لسابق عهدها. وأضاف أن أطقم مراكب الصيد الساحلي من نوع الجر بدأت تستعيد أنفاسها تدريجيًا استعدادًا لاستئناف العمل بعد نهاية موسم صيد الأخطبوط.
وعرفت الكميات التي تم تفريغها يوم الأربعاء 17 شتنبر 2025 محدودية كبيرة، واقتصرت على أصناف سمكية معدودة استقطبتها حوالي 10 مراكب إلى جانب بعض قوارب الصيد التقليدي. وأفاد حماني أن الكميات التي تم تسويقها شملت على وجه الخصوص أسماك الكولا التي بلغ ثمن الصندوق الواحد منها 2000 درهم، إلى جانب القيمرون الذي تراوح سعره بين 900 و1000 درهم للصندوق. كما سجل السوق توفر كميات قليلة من سمك الميرنا بيعت بـ 1100 درهم للصندوق، بينما لم تتجاوز أسعار صندوقي سمك الروبير والسمطة 200 درهم للصندوق الذي يزن 15 كيلوغرامًا. أما الكيلوغرام الواحد من سمك السنبير، فقد بيع بـ 110 درهم.
وترى مصادر مهنية أن ضعف وتيرة رحلات الصيد بعد نهاية موسم الأخطبوط كان له الأثر المباشر في تقليص عدد أيام الإبحار، مما ألقى بظلاله على المهنيين الراغبين في ممارسة نشاطهم البحري بشكل طبيعي. ويعول المهنيون على تحسن الظروف البحرية من أجل التوجه إلى المصايد واستقطاب الأصناف السمكية المتنوعة التي تزخر بها سواحل أكادير.
وبلغ حجم مفرغات الصيد الساحلي والتقليدي المسوقة على مستوى ميناء أكادير عند نهاية غشت 2025، ما مجموعه 27828 طن بقيمة بلغت 265,82 مليون درهم. وهو ما يعكس إنتعاشا في الحجم بنحو 06 في المائة مقابل تراجع في القيمة، بنسبة 05 في المائة مقارنة مع الشهر الثمانية الأولى من السنة الماضية، التي كانت قد سجلت تفريغ 26301 طن، بقيمة 279 مليون درهم.
وأفاد المكتب الوطني للصيد في تقريره الآخير حول مفرغات الصيد البحري إلى حدود متم يوليوز 2025، أن مفرغات الأسماك السطحية، تحسنت بنحو 09 في المائة على مستوى الحجم وتراجعت بنسبة ناص 04 في المائة على مستوى القيمة، بعد أن تم تسجيل تفريغ 23538 طن بقيمة 90,22 مليون درهم في الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام، نظير 22413 طن بقيمة 94,38 مليون درهم في ذات الفترة من 2024.
بالمقابل كشفت الأرقام تراجعا بنسبة 17 في المائة في حجم مفرغات السمك الأبيض عند متم غشت المنصرم، بعد أن توقف عدّاد الحجم عند 1707 طنا، بقيمة تجاوزت 55,20 مليون درهم، بتراجع بلغ 04 في المائة في القيمة. أما بخصوص الكميات المفرغة من الرخويات، فقد سجلت إستقرار مشوب بالاحسن بنسبة 01 في المائة بعد تفريغ 1264 طنا، بقيمة 104,51 مليون درهم، بتطور بلغ 03 في المائة مقارنة مع الثلاثين الأولين من العام الماضي. فيما كان التراجع مصاحبا لمفرغات القشريات التي تهاوت بنسبة 44 في المائة على مستوى الحجم و 37 في المائة على مستوى القيمة، مكتفية ب 326 طن فقط بقيمة 15,88 مليون درهم.
