“الساحل الأطلسي .. ذاكرة وتراث وتعاون دولي” محور ورشات الداخلة الدولية

0
Jorgesys Html test

 انطلقت الأحد بمركز التأهيل المهني البحري بالداخلة، أشغال النسخة الثانية من “ورشات الداخلة الدولية”، وهو الحدث الذي أضحى موعدًا قارًا للتلاقي العلمي والتعاون المؤسسي في مجال حماية التراث البحري والمغمور بالمياه.

ويأتي تنظيم هذه الدورة، بمبادرة من جمعية السلام لحماية التراث البحري، تحت شعار “الساحل الأطلسي: ذاكرة وتراث وتعاون دولي”، في سياق عالمي يتزايد فيه الوعي بضرورة صون التراث البحري باعتباره رصيدا إنسانيا مشتركا ورافعة للتنمية المستدامة.

وبالمناسبة، أبرز رئيس الجمعية، الشيخ المامي أحمد بازيد، في تصريحات للصحافة، أن هذه الفعاليات العلمية تعزز مكانة الداخلة على الصعيد الدولي في مجال التراث البحري، مسجلا أن الورشات تتوخى، بالأساس، رفع مستوى القدرات والتعرف على تقنيات جديدة في البحث والدراسة في مجال التراث البحري، مثل تقنية السونار.

من جهتها، أكدت ربيعة حجيلة، أستاذة باحثة بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، أن مشاركة المعهد تتضمن عمليات تأطير حول التراث الثقافي المغمور بالمياه، من خلال دروس تطبيقية ونظرية حول تقنية المسح بالسونار لحطام سفينة القيصر الألمانية التي اكتشفتها جمعية السلام سنة 2013 بسواحل الداخلة. وأضافت أن هذه المشاركة تأتي بالتزامن مع إطلاق مسار جديد بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث متخصص في هذا المجال.

وتعرف الدورة مشاركة خبراء من ألمانيا وموريتانيا والبرتغال والسنغال وفرنسا والرأس الأخضر بالاضافة إلى المغرب، وذلك بهدف تعميق النقاش وتوسيع دائرة العمل الميداني والتنسيق متعدد الأطراف، مع الانفتاح على شراكات جديدة تتيح تبادل الخبرات وبناء القدرات.

ويتميز برنامج الدورة، الذي يتواصل على مدى خمسة أيام، بجمعه بين النقاش الأكاديمي الرصين والتكوين العملي المتخصص، حيث تمت برمجة جلسات علمية تتناول قضايا الذاكرة البحرية والتحديات الأركيولوجية التي تواجه السواحل الأطلسية، ودور التراث المغمور في تعزيز الهوية المشتركة للشعوب الأطلسية.

وبالاضافة إلى ورشات تطبيقية حول تقنيات الغوص الأثري، والتصوير الفوتوغرامتري، والمسح السوناري، يتضمن البرنامج معارض علمية وثقافية، ولقاءات مع الفاعلين المحليين، وزيارات ميدانية لاكتشاف المواقع البحرية بالجهة.

كما عرفت الدورة توقيع اتفاقيات تعاون جديدة بين الاتحاد الدولي لمدربي الغوص المحترفين المعروف اختصارا ب PADI وجمعية السلام لحماية التراث البحري حيث تشكل هذه الاتفاقيات خطوة متقدمة نحو بناء القدرات وتوسيع شبكة دائمة.

وتمثل النسخة الثانية من ورشات الداخلة الدولية، المنظمة بتنسيق مع السلطات المحلية و بدعم من المجلس الجماعي للداخلة، خطوة نوعية تجعل من البحر فضاء للتعاون، ومن التراث رصيدا للتنمية، ومن حماية التراث البحري مشروعا جماعيا تتقاسمه المؤسسات والجامعات والجمعيات والمجتمعات المحلية.

البحرنيوز : متابعة/ وكالات 

Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا