نظمت جمعية البحث وإنقاذ الأرواح البشرية بالبحر بالداخلة، يوم الأحد الماضي ، لقاءً خاصاً مع بحارة مركب الصيد “أبو الهناء” الذي غرق السبوع الماضي على مشارف ميناء الداخلة . وذلك في مبادرة إنسانية تجسد قيم التضامن وروح المسؤولية المشتركة داخل مجتمع البحر.
ولم يكن اللقاء مجرد مناسبة لتبادل الكلمات، بل محطة عملية جمعت بين الدعم النفسي والتضامن المادي، حيث حرصت الجمعية على مدّ يد العون لطاقم المركب ومرافقتهم في هذه اللحظة العصيبة. وتميزت الجلسة بتقديم إرشادات ميدانية حول قواعد السلامة البحرية وطرق التدخل السريع في حالات الخطر، في مسعى لتعزيز وعي البحارة وحمايتهم من تكرار مثل هذه الحوادث المؤلمة.
وفي خطوة عملية تحمل بعداً اجتماعياً واقتصادياً، وزعت الجمعية مساعدات مالية على أفراد الطاقم البالغ عددهم 31 بحاراً، بقيمة 2500 درهم لكل فرد، أي بمجموع إجمالي وصل إلى 76 ألف درهم. وهي مبادرة تعكس إدراك الجمعية لثقل الأعباء المترتبة على الحادث، وسعيها لتخفيف الضغط عن البحارة وعائلاتهم في ظرف استثنائي يختبر صبرهم وقوة تماسكهم. فيما نوه الفاعلون بتطوع أحد مراكب الصيد الساحلي الذي عمد إلى إستعادة شباك المركب بعد غرق هذا الآخير .
وأعاد اللقاء تسليط الضوء على الدور الريادي للجمعية كفاعل رئيسي في منظومة السلامة البحرية بالجهة، إذ أثبتت مرة أخرى أنها ليست مجرد إطار تنظيمي، بل ركيزة أساسية في حماية الأرواح، وتثبيت ثقافة الإنقاذ والتضامن في محيط يواجه مخاطر دائمة.
وكان مركب الصيد “أبو الهناء” المتخصص في صيد السردين ، قد غرق بتاريخ 16 شتنبر الجاري قبالة سواحل الداخلة فيما تم إنقاد طاقمه بالكامل ، حيث أثارالحادث تعاطفاً واسعاً داخل الأوساط المهنية والبحرية، وجدد النقاش حول ضرورة الالتزام الصارم بمعايير السلامة، باعتبارها الضامن الأول لصون الأرواح في عرض البحر.