توفي سائق شاحنة مخصصة لنقل الأسماك، صبيحة اليوم 25 سبتمبر 2025، في حادثة مأساوية على مستوى الطريق السريع الرابط بين أكادير والعيون، بالقرب من السد القضائي “الواد الواعر”، شمال مدينة طرفاية.
وبحسب إفادة مصادر مهنية مأذونة في تصريحها لجريدة “البحرنيوز”، فإن الشاحنة كانت قادمة من ميناء العيون في اتجاه إحدى مدن شمال المملكة، محملة بكميات من أسماك السردين، قبل أن تصطدم من الخلف بشاحنة كبيرة، في ظروف لا تزال مجهولة، مما أسفر عن وفاة سائقها على الفور.
وقد استنفر الحادث مختلف السلطات المحلية والأمنية، حيث تم نقل جثة الفقيد إلى مستودع الأموات، وفتح تحقيق قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة لتحديد حيثيات وأسباب هذا الحادث الأليم.
وأعاد هذا الحادث إلى الواجهة معاناة السائقين المهنيين، الذين يُشكلون العمود الفقري لسلسلة التموين الغذائي عبر مختلف ربوع المملكة، وخصوصًا أولئك الذين يشتغلون في نقل الأسماك، وهي مادة سريعة التلف تتطلب نقلًا دقيقًا وفي توقيت محدد، مما يفرض على السائقين العمل في ظروف قاسية تمتد في كثير من الأحيان إلى ساعات طوال دون راحة، وقد يضطرون في أحيان كثيرة إلى مواصلة السير ليلًا ونهارًا دون قسط كافي من الراحة.
ورغم أهمية دورهم الحيوي في دعم الاقتصاد الوطني وضمان وفرة المواد الغذائية في الأسواق، إلا أن هؤلاء السائقين يشتغلون في ظل ضغط كبير، ناهيك عن الإرهاق المزمن، وهو ما يجعلهم عرضة لمخاطر حقيقية تهدد حياتهم.
وقد جدد عدد من المهنيين، في أعقاب هذا الحادث، دعوتهم إلى تحسين ظروف اشتغال السائقين، من خلال سن قوانين تضمن الحد الأدنى من ساعات الراحة، وتعزيز التكوين والسلامة الطرقية، فضلاً عن ضرورة تجويد البنيات التحتية الطرقية على مستوى المناطق التي تعرف نشاطًا متزايدًا في قطاع الصيد البحري.
وبهذه المناسبة الأليمة، تتقدم هيئة تحرير جريدة “البحرنيوز” بخالص التعازي والمواساة إلى أسرة الفقيد وأصدقائه وزملائه في المهنة، راجين من الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، ويلهم ذويه الصبر والسلوان.
