احتضنت مدينة طنجة، ما بين 23 و26 شتنبر 2025، أشغال الاجتماعات التحضيرية الأولى لتمرين «أوبانغام إكسبرس 26» الخاص بالسلامة والأمن البحريين، بمشاركة 111 ممثلاً عن 32 دولة، من بينها المملكة المغربية عبر البحرية الملكية، إضافة إلى وكالات ومنظمات دولية من قبيل مصلحة التحقيقات الجنائية البحرية الأمريكية، مكتب الأمم المتحدة الإقليمي المعني بالمخدرات والجريمة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الإنتربول، مركز التحليل البحري والعمليات لمكافحة الاتجار في المخدرات، والشرطة الوطنية الهولندية.
وحسب الصفحة الرسمية للقوات المسلحة الملكية المغربية FAR-Maroc” يعد هذا التمرين منصة سنوية لتعزيز التعاون بين القوات البحرية الإفريقية والأوروبية والأمريكية، حيث يهدف إلى رفع جاهزية الشركاء في مواجهة التحديات المشتركة، من حماية الممرات البحرية الحيوية، إلى مكافحة القرصنة والتصدي للصيد غير القانوني والاستغلال غير المشروع للموارد البحرية.
وقد تميزت الاجتماعات بتقديم عروض متعددة المستويات شملت الجوانب العملياتية واللوجستية والطبية والاستخباراتية، إلى جانب تشكيل فرق عمل متخصصة انكبت على دراسة مختلف عناصر التنفيذ، بدءًا من الموارد البشرية والاحتياجات التقنية، ووصولًا إلى التغطية الإعلامية والدعم القانوني. كما ناقشت هذه الفرق صياغة التصورات الميدانية لمفهوم العمليات في حال حدوث اختراقات محتملة للمجالات البحرية، مع محاكاة سيناريوهات معقدة تتطلب استجابة جماعية من الدول المشاركة.
وشمل البرنامج كذلك تدريبات نظرية حول سبل التنسيق بين الوحدات البحرية والبرية، وآليات تبادل المعلومات الاستخباراتية، إضافة إلى محاور تتعلق بالتدخل السريع في حالات الطوارئ البحرية. وقد شكلت هذه المناقشات أرضية مشتركة لتحديد طبيعة الدعم المطلوب من كل طرف، سواء على مستوى العتاد أو الكفاءات البشرية.
واختتمت الاجتماعات باعتماد الأهداف الكبرى للتمرين ووضع تصور أولي للسيناريوهات التي ستشكل أساس التدريبات المقبلة، مع تحديد الموارد اللوجستية والبشرية اللازمة لإنجاحها، فضلاً عن برمجة سلسلة من اللقاءات اللاحقة لاستكمال تفاصيل التخطيط الميداني. حيث شكلت طنجة محطة محورية في التحضير لواحد من أبرز التمارين الدولية في مجال الأمن البحري، بما يعزز موقع المملكة كفاعل استراتيجي في دعم الاستقرار وحماية الممرات البحرية على المستويين الإقليمي والدولي.