وجّه كل من المكتب النقابي للطحالب والمكتب النقابي للصيد التقليدي بالجديدة المنضويين تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل (UMT)، مراسلة إلى الكاتب العام لوزارة الصيد البحري، يطالبان من خلالها بعدم تمديد موسم جني الطحالب بعد التاريخ الرسمي لانتهائه، والمحدد في 30 شتنبر 2025، بدائرة الصيد البحري بالجديدة.
ويأتي هذا الملتمس على خلفية ما وصفته الهيئتان بـ”التأثير السلبي” على المخزون البحري المحلي، نتيجة الخرجات المكثفة التي شهدها موسم الجني في مراحله الأخيرة، والتي ركّزت على الحقول نفسها بشكل متكرر، ما تسبب في تراجع ملحوظ في الكتلة الحية للطحالب، وتهديد قدرة المنظومة البيئية على التجدد الطبيعي.
وتشير النقابتان إلى أن أغلب المهنيين ركّزوا خلال الأيام الأخيرة على جني السياقان لصنف طحلب الجلديوم . وهو الأمر الذي يفاقم من خطورة استنزاف هذا الصنف الحيوي، والذي يحتاج لفترات زمنية أطول من أجل استعادة توازنه البيولوجي.
وأكدت المراسلة أن تمديد موسم الجني يتعارض بشكل مباشر مع أهداف الاستدامة التي وضعتها الوزارة ضمن مخطط تهيئة مصيدة الطحالب، خاصة ما يتعلق بالحفاظ على التنوع البيولوجي والحد من استنزاف الموارد البحرية.
ومن أبرز النقاط التي أثارتها الهيئتان النقابيتان، العلاقة “الترابطية” بين كثافة الطحالب ووفرة بعض الأصناف السمكية، خصوصًا الرخويات من صنف الكلمار، حيث أن انخفاض الغطاء الطحلبي ينعكس بشكل مباشر على النظام الغذائي والبيئي للأسماك، ما قد يؤدي إلى تراجع المصطادات السمكية والرخوية، وتهديد التوازن البيئي البحري المحلي.
واختتمت النقابتان ملتمسهما بالدعوة إلى احترام الموعد الرسمي لاختتام الموسم، وعدم الانصياع لأي ضغوط لتمديده، حفاظًا على ما تبقى من الثروة البحرية، وضمانًا لاستدامة النشاط المهني، الذي يعتبر مورد عيش لآلاف الأسر بالجديدة.
وتجدر الإشارة إلى أن منطقة الجديدة تُعد من أهم مراكز جني الطحالب على الصعيد الوطني، وتشكل هذه المادة موردًا اقتصاديًا أساسيًا للعديد من المهنيين في قطاع الصيد التقليدي، ما يستوجب مقاربة متوازنة تراعي البعد الاقتصادي دون إغفال الأبعاد البيئية والاستراتيجية.
