أثار إطلاق وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك، قبل أيام، دراسات مشروع ميناء كبير وجديد للصيد بموقع شاطئ سيدي بولفضايل، الواجهة البحرية لإقليم تيزنيت، زوابع ومؤشرات موجة احتجاجات بأكادير، وسيدي إفني التي ألحقت بجهة كلميم وادنون، سببها تسريبات، تحذر من أن الميناء الجديد، سيشكل في مرحلة أولى، إعلان نهاية ميناء إفني، وفي مرحلة أخرى، سيتم ترحيل أنشطة ميناء أكادير إليه، حتى يتحول الأخير، إلى “مارينا” ترفيهية.
ورغم أن فكرة الميناء طرحتها الحكومة علنا منذ 2014، على يد سمير اليزيدي، عامل تزنيت، وعبد الجبار القسطلاني، برلماني تزنيت السابق ومستشار وزير التجهيز والنقل، إلا أن تسريبات تفيد أن المشروع تحول، بعد ضم إقليم سيدي إفني إلى جهة كلميم واد نون، من مجرد مرفأ للصيد التقليدي إلى ميناء كبير للصيد لجهة سوس ماسة، وسيعوض في ما بعد ميناء أكادير،أثار احتجاجات، وصلت حد اتهام الحكومة، بتصفية حسابات مع سكان إفني وأيت باعمران.
وانضافت إلى تهم “انتقام العدالة والتنمية من أيت باعمران”، وخدمة “لوبيات العقار الساعية وراء الموقع الحالي لميناء أكادير”، اتهامات أخرى موجهة إلى عزيز الرباح، وزير التجهيز والنقل، بالاستغلال الانتخابي للمشروع، من خلال غيابه عن كل اللقاءات العمومية المحلية المتعلقة به، تاركا لمستشاره عبد الجبار القسطلاني، النائب البرلماني السابق عن دائرة تزنيت والكاتب الجهوي سابقا لحزب العدالة والتنمية بسوس ماسة درعة، فرصة البروز في واجهة المشروع، حتى يكسب به أصواتا.
واعتبرت الأصوات المرتابة من المشروع الجديد، سيما بعض نشطاء التنسيقية التي أطرت انتفاضة سيدي إفني قبل سنوات، أن اختيار موقع سيدي بوالفضايل، باعتباره قريبا جدا من ميناء سيدي افني، “محاولة لقطع الطريق أمام النهضة الاقتصادية والاجتماعية التي ينتظرها أيت باعمران من ميناء حاضرتهم، الذي يعاني مشاكل بنيوية كثيرة، رغم أن تأهيله كان على رأس مطالب الانتفاضة”.
ومما زاد من شكوك النشطاء والفعاليات السياسية لسيدي إفني، حول وجود مساع لـ”قتل” مينائهم عبر المشروع الجديد، الإهمال الذي تعرض له ميناءهم في السنوات الأخيرة، وارتفاع نسبة الترمل فيه، الشيء الذي جعل الكساد عنوانا للنشاط فيه، لاضطرار أرباب السفن إلى نقل نشاطهم إلى ميناءي طانطان وأكادير.
وفي الوقت الذي نسبت فيه تقارير إلى عبد الجبار القسطلاني، مستشار وزير التجهيز والنقل، تأكيده أن الميناء الجديد، يأتي لأن “التقطيع الجهوي الجديد، ترك لجهة سوس ماسة، ميناء واحدا (أكادير) فقط، لذلك كان من الضروري أن يكون هناك توازن في الموانئ، عبر انجاز ميناء سيدي بولفضايل بتزنيت”، ردت الفعاليات المحتجة بسيدي إفني، بالقول إن “هذا غير صحيح، إذ توجد موانئ للصيد التقليدي بتفنيت وأكلو وإمي وادار وتغازوت”.
وظهر من ذهب أبعد من ذلك، نظير عبد الله بوشطارت، الناشط السياسي بسيدي إفني، الذي قال إن المشروع، زيادة على أنه، انتقام من أيت باعمران، وصيغة “سلسة وفنية” لنقل ميناء أكادير إلى سيدي بوالفضايل، لجعل الميناء الحالي للمدينة ترفيهيا وسياحيا، توجد مرام انتخابية، يعكسها الإعلان عن الشروع في الدراسات، في حفل رسمي ترأسه مستشار وزير التجهيز، بالتزامن مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية، ما يعد حملة انتخابية له في دائرة تزنيت التي يترشح فيها.
يشار إلى أن أشغال انطلاق دراسات مشروع بناء ميناء جديد للصيد بسوس، في موقع شاطئ سيدي بولفضايل، أعطيت في 9 فبراير الجاري، في حفل بمقر عمالة تزنيت، بالكشف عن مكتب الدراسات الحائز على الصفقة، ويعد ثاني حفل رسمي يهم المشروع، بعد لقاء مماثل انعقد في يوليوز 2014، بحلول لجنة من وزارة التجهيز، يوجد على رأسها عبد الجبار القسطلاني، مستشار الوزير، وأعلنت وجود فكرة تمكين إقليم تزنيت من ميناء للصيد.
البحرنيوز : جريدة الصباح