احتضن المعهد العالي للصيد البحري بأكادير أول أمس الأربعاء 13 أبريل الجاري أشغال ورشة تكوينية لفائدة عدد من المتدخلين في قطاع الصيد البحري ، والتي تنظم بمبادرة من المعهد العالي للصيد البحري بأكادير، بشراكة مع الوكالة اليابانية للتنمية الدولية (جيكا).
و يدخل برامج التكوين في مجال الصيد البحري ضمن مشروع تنمية قدرات مهنيي قطاع الصيد البحري لتأسيس مجموعات أولية تضم مجموعة من الأشخاص لإدارة مصالحهم الاقتصادية، و رفع مستواهم الاجتماعي بصورة جماعية وعلى الأسس الديمقراطية في شكل تعاونيات ناجحة في المجال ولتكوين الاحتياطي من الأرباح من هذه التعاونيات لتقوية المركز المالي لها، وحفاظاً على استمراريتها و تذبير تسييرها بالشكل العقلاني و المواكبة المستمرة طبقا للتجربة اليابانية الرائدة في هدا المجال.
ويهذف اللقاء الذي يأتي ضمن سلسلة من اللقاءات إلى بحت سبل إنجاح تنزيل البرامج المقترحة على أرض الواقع وفق ما تقترحه التجربة اليابانية في أفق تعميمها بشكل أكبر على عدد من المناطق بالمغرب، للارتقاء بالأنشطة المهنية للتعاونيات و الوصول بها الى المعدلات العالمية، لأن المجتمع يحتاج إلى نشر الثقافة التعاونية حتى يستفاد من هذه الأنظمة مع الاستفادة من خبرات الآخرين، وهذا الدور مناط بالجانب الحكومي والإعلام و وزارة الصيد البحري لما فيه من الخير لمهنيي قطاع الصيد البحري حتى تسير التعاونيات على أساس من التفاهم والتعاون بضمها لمهنيين منتجين توحدهم شروط الدقة والانتظام والعمل الدؤوب بكد .
و أنشطر برنامج التكوين الذي إحتضنته قاعة المحاضرات بالمعهد العالي للصيد البحري بأكادير إلى فترتين صباحية مسائية ، خصصت الصباحية منها والتي أطرها بالمناسبة ،الأستاذ أوسامو بابا “OSAMU BABA” و هو باحث في دراسات تسيير قطاع الصيد الساحلي باليابان من جامعة العلوم البحرية و التكنولوجيات بطوكيو، لاستعراض التجارب و النتائج المتحصلة من الطريقة اليابانية الرائدة في مجال علوم الصيد البحري .
وأوضح الخبير اليابان أن اليابان تراهن بالدرجة الأولى على الرفع من درجة وعي البحارة و مهنيين القطاع في الحفاظ على الثروة السمكية و حماية الأصناف المهددة بالانقراض بالاتجاه لصيد أصناف أخرى متوفرة وتثمين المنتجات البحرية و المعالجة و البيع بالمزاد.
وأكد أوسامو بابا على ان التعاونيات البحرية تلعب دورا رئيسيا في متابعة عمليات البيع و تدبير التسيير الصحيح من مرحلة الصيد الى مرحلة البيع و استخلاص المقابل المادي و الحفاظ على مستوى و قيمة المنتجات بعدم السماح بتراجع و تهاوي الأثمنة بشراء المنتجات و اعادة بيعها في مراكز تجارية أخرى .كما عرفت دات الفترة استعراض شريط فيديو لنمودج من التجربة اليابانية في الصيد الساحلي .
وهمت الفترة المسائية التعريف بالبرنامج الدي قامت به لجنة مصغرة من ثلاث أساتذة مغاربة التي كانت قد قامت بزيارة إلى اليابان مكنتها من الإطلاع على طرق تسيير موانئ و أسواق السمك باليابان و الإقتراب أكثر من التجربة اليابانية التي تهتم بإعداد المهني و بناء و تنمية شخصيته على العمل الجماعي.
وبسطت اللجنة الخطوط العريضة التي ينبني عليها التكوين البحري بهذه الدولة الأسيوية الرائدة كالتركيز على قيم احترام البيئة البحرية و اكتساب مهارات تقديم المساعدة بالتركيز على طريقة العمل والأساليب الموجودة فى المرتكزات اليابانية فيما يخص النهوض بالسلامة المهنية على ظهر المراكب، و التقليص من الحوادث القاتلة و تطوير التشخيص المبكر للأخطار المهنية و الوقاية منها.
كما تستمد التجربة اليابانية قوتها من تركيزها على الارتقاء بالكفاءة المهنية للبحار و تأطيره و مواكبته وكدلك المفاهيم الأساسية لإتاحة الفرصة لتفعيل الأنشطة المدرة للدخل ، هذا بالإضافة إلى وجود مبادئ تهدف إلى إقامة مجتمع تعاوني بديل يستند على الملكية الاجتماعية لوسائل الإنتاج تركز على النهوض والدفاع المشترك للهوية التعاونية والتعبير عنها بصورة صحيحة.
و جدير بالذكر أن المنظمة اليابانية للتعاون الدولي جايكا (jica) في قطاع الصيد البحري بالنسبة للدول الإفريقية و الفرانكفونية بدأت تطبيق التجربة اليابانية وفق برنامج تكويني كانت انطلاقته مند سنة 2015 و سيمتد إلى غاية سنة 2018 في إطار التعاون جنوب جنوب بين وزارة الصيد البحري و الوكالة اليابانية jica .
للإشارة فقط فقد سجل اليوم الدراسي حضور القائم الثاني بسفارة الإمبراطورية اليابانية بالمغرب و ممثل الوكالة اليابانية للتعاون الدولي بالمغرب و بعض ممثلي وزارة الصيد البحري ، كما حضره مدراء مؤسسات التكوين البحري بكل من أسفي و طانطان و افني و بعض مناديب الصيد البحري و ممثلي المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري و بعض الفعاليات المهنية من الباحثين و المهتمين بالقطاع و أساتذة و مؤطرين و رؤساء التعاونيات البحرية الناجحة بالمنطقة إضافة إلى طلبة المعهد.
شكرا لموقع البحر نيوز على حسن اهتمامه لقطاع الصيد البحري و ما يرتبط به و كدالك لعكسه مضامين اليوم الدراسي بالتفصيل و بكل دقة و حرفية ،نتمنى لكم التوفيق و الاستمرار في تحقيق الأحسن