لفظ بحار يشتغل في الصيد التقليدي صبيحة أمس الاثنين 04 دجنبر 2017 أنفاسه الآخيرة بمستشفى محمد الخامس بطنجة، متأثر بإصابات بليغة على مستوى الرأس أثر تعرضه لحادث سير بأحد أرصفة ميناء العرائش.
وتعود تفاصيل الحادث حسب إفادات شهود عيان من داخل ميناء المدينة في تصريحهم لجريدة البحرنيوز ، إلى أول أمس الأحد بعد إنتهاء بحار الصيد التقليدي من مزاولة نشاطه البحري بسواحل المدينة ، ليعمل على الإستعانة بدراجة ثلاثية العجلات “تريبورتور” في نقل أمتعته ومعداته البحرية كعادته دائما، إلى مستودعه البحري، البعيد عن مكان رسو القوارب داخل الميناء . غير أن الأقدار الإلهية حسب وصف الشهود، شاءت ان تحول دون وصوله إلى المستودع، بعد سقوطه من حاوية الدراجة، متبوعا بمعدات صيده التي وقعت عليه بكل ثقلها، بعد أن إرتطم رأسه بالأرض.
و قال مصطفى المهدي رئيس جمعية المستقبل للصيد التقليدي بميناء العرائش، أن المستودعات التي يعتمدها بحارة الصيد التقليدي في تخزين معداتهم، والتي ساهم في بنائها وتشكيلها مجموعة من المتداخلين داخل المغرب وخارجه، هي تبعد عن أرصفة الصيد التقليدي ب500 متر، حيث كان من المنتظر عند بناء المشروع، تخصيص وسيلة نقل من الحجم الكبير، تكون مهمتها نقل المعدات البحرية، و أمتعة مهني الصيد التقليدي من رصيف الصيد التقليدي إلى المستودعات .
ويواجه مهنيو الصيد التقليدي بذات المعلمة التجارية حسب تصريح الفاعل الجمعوي، مصاريف النقل المتزايدة التي تثقل كاهلهم بشكل يومي ، رغم الوعود السالفة التي لم تجسد على ارض الواقع الى حدود الساعة. ما فسح المجال حسب المهدي أمام زيادة المصاريف المادية، المتمثلة في دفع السومة الكرائية للمستودع البحري ب 100 درهم، إضافة الى مصاريف التنقل التي تزيد عن 30 درهما يدفعها البحار يوميا .
واوضح المهدي في سياق متصل، ان بحارة الصيد التقليدي يعايشون مجموعة من الإرهاصات الاقتصادية و المادية، التي باتت حسب تعبيره، تتقل كاهلهم في ظل قلة المصطادت السمكية، و كثرة المصاريف، إضافة إلى استمرار معانتهم اليومية مع وسائل النقل الغير المؤمنة، والتي أضحت تشكل خطرا حقيقيا على حياة البحارة و العاملين بميناء المدينة، حسب قول الفاعل الجمعوي .
و بالرجوع إلى الحادث الذي تعرض له البحار ، فقد تم نقل الآخير إلى المستشفى الإقليمي للا مريم بالعرائش يوم الاحد 3 دجنبر 2017، إلا أن حالته التي وصفت بالحرجة و الخطيرة ، استدعت نقله على وجه السرعة إلى مستشفى محمد الخامس بطنجة، حيث فارق الحياة بها، صبيحة أمس الاثنين 4 دجنبر 2017 .