لازال بحارة الشرق يطالبون الإدارات المتدخلة بإيجاد حلول بنيوية وواقعية لمشكل النيكرو، تقطع مع معاناتهم اليومية مع الهجمات المتكررة التي فرضت على بحارة المنطقة تغيير نمط صيدهم ، وإعتماد أوقات بديلة عساها تقلل من حجم الخسائر التي تلحق معدات الصيد ومعها المصطادات.
وحسب مقال نشر في موقع “ألتر بريس” فإن المتتبعين يطالبون بالبحث عن طرق علمية لإعادة التوازن للبحر، وكذا دعم المجهزين لاستعمال شباك “سينية” لا يقوى “الدلفين الكبير على تمزيقها، علاوة على خلق صندوق اجتماعي لدعم البحارة، بعد أن يتم فرض الراحة البيولوجية في المنطقة المتوسطية، والتي تعرف تراجعا كبيرا في ثرواتها البحرية، بسبب الصيد المفرط والغير المعقلن، وهو ما يهدد منتجات البحر بالنضوب، وبعدم الاستدامة ما يعني حتما عدم بلوغها للأجيال المقبلة.
وأوضحت الجريدة في مقال لها تحت عنوان “ميناء الحسيمة: الدلفين الأسود يرغم مراكب صيد الأسماك السطحية على تغيير عادات صيدها ومجهزون يوقفون نشاطهم” أن الربابنة بعد تجريبهم عدة طرق لطرد الدلفين الأسود بعيدا عن شباكهم أثناء مزاولتهم لنشاط الصيد، لم يجد هؤلاء الربابنة من طريقة أخرى سوى تجريب الصيد خلال النهار، حتى يتسنى لهم رؤية هذا الثدي البحري الضخم وهو يقترب من محصول صيدهم لطرده بعيدا باستعمال طرق مختلفة.
غير أن هذه الطريقة يسجل الصحفي خالد الزيتوني كاتب المقال نقلا عن أحد البحارة، أن عملية الصيد بالنهار تواجه ” صعوبات كبيرة، فعلى خلاف نقاط صيد بالمحيط الأطلسي معروفة بوفرة الأسماك السطحية، تصطاد فيها المراكب نفسها خلال النهار، فإن الأمر يختلف بسواحل الحسيمة حيث قلة المنتوج، علاوة على كون الليل يكون عاملا مساعدا على جلب الأسماك نحو الأعلى، باستعمال الأضواء الكاشفة، وهي طريقة الصيد التي لا يمكن تسخيرها خلال النهار”.
وأشار المقال إلى أن مجهزي المراكب حسب تصريحات متطابقة لهؤلاء، أصبحوا يفضلون ربط مراكبهم أو الهجرة باتجاه موانئ أطلسية، بعد أن أعياهم تحمل رتق وخياطة شباكهم، رغم دعم وزارة الصيد البحري ووزارات أخرى، حيث أن هناك من أصبح يفكر بجدية في تغيير نمط إستثماره إلى قطاعات أخرى بعيدا عن البحر ومصطاداته.
