إستقبل ميناء آسفي أمس السبت وعلى مدار أزيد من خمس ساعات، حوالي 2000 شخص ضمن لمة السردين حيث أبدعت الأنامل المسفيوية في تقديم وجبات غداء، أتتها شوايات السردين .
ويدخل الحدث ضمن فعاليات مهرجان عيد البحر، التي تحتضنها مدينة آسفي منذ يوم الخميس الماضي، حيث يروم الحدث مصالحة المائدة المسفيوية مع شواية السردين، التي ظل يضرب بها المثل على المستوى الوطني، حتى أن من أتى لأسفي ولم يتذوق سردينها، كأنه لم يزر في الأصل المدينة وفق معتقد ساكنتها ومعجبيها .
وحسب محمد الحيدواي واحد من أعضاء اللجنة التنظيمية، فإقامة “لمة السردين” سيظل تقليدا ضمن مهرجان عيد البحر، لكونها ترمز لمكانة السردين في هوية المدينة. هذه الاخيرة التي ظلت تنعث بعاصمة السردين. و تم فتح أبواب الميناء أمام زوار المدينة وساكنتها على السواء ، لخلق جو من الإحتفال، وكذا فتح النقاش حول واقع السردين بآسفي، بما يضمن إستشراف المستقبل بروح المتفائل، في إستعادة السردين لأيامه الجميلة بالمدينة .
إلى ذلك نوه زوار “لمة الشواية” التي إمتدت على فضاء واسع على مقربة من رصيف الصيد ، بالفكرة ، خصوصا أنها فسحت المجال لزوار المدينة لزيارة الميناء، والإطلاع على مكوناته، فضلا عن تناول وجبة غنية غدائيا وكذا ثقافيا وثراتيا ، بعدما رافقتها إيقاعات محلية إمتزجت فيها الحداثة بالأصالة، في سياق فرجة عمدت إلى تنشيط الذاكرة، التي استعادات امجاد فسيفساء من البحارة والربابنة والمجهزين. هؤلاء الذين طبعوا الساحة البحرية المسفيوية على المستوى الوطني وكذا الدولي.
وحتى وإن ظل يقال عن المدينة بأنها فقدت بريقها على مستوى السردين بعد تقهقر عدد وحدات التصبير لرقام مخيفة ، فإن الأرقام المقدمة من طرف المصنعين حسب حسن السعدوني مدير مهرجان عيد البحر، تؤكد إستمرار نشاط المصايد ، حيث الأطنان تجلب يوميا من طرف مراكب الصيد، فمنها ما يجد طريقه نحو المدن الداخلية، ومنها ما يوجه للسوق المحلي وكذا وحدات التصبير.
وتؤكد الأرقام يبرز مدير المهرجان ، ان الصناعات التصبيرية لأسفي المشكلة اليوم من 19 وحدة إنتاج ، تتسم بمنظومة تصنيعية متطورة، هي لازالت تساهم بأزيد من نصف الإنتاج الوطني من المعلبات الموجهة للتصدير، والتي تجد طريقها نحو الأسواق الأوربية والأسيوية وأمريكا اللاتينية .
يذكر أن مهرجان عيد البحر لأسفي الذي كان قد إنطلق منذ يوم الخميس الماضي قد إتسم بتعدد أنشطته ومكوناته، حيث راهن المنظمون على جعل التظاهرة فضاء للتعريف بالتراث الغني المادي واللامادي البحري لمدينة آسفي، من خلال تقديم خبرة المدينة وتجربتها، وإبراز مكانتها العالمية في مجال الصيد البحري، وتثمين المنتجات البحرية.