رغم تسوية المراكب ال 75 التي وقع عليها الإختيار لولوج المصيدة الجنوبية للأسماك السطحية الصغيرة لوضعيتها القانونية ، وإستخلاصها لرخصها لموسم الصيد الجاري ، لازالت مراكب الصيد، في عمومها لم تتحرك للصيد بالمصيدة ، حيث لم يتجاوز عدد المراكب النشيطة بميناء المدينة عدد اصابع اليد الواحدة.
وإضطرت بعض المراكب التي كانت قد دشنت رحلاتها بالمصيدة ، مع أولى أيام الموسم، إلى توقيف نشاطها إضطراريا منذ منتصف الشهر الجاري، في ظل محدودية المصطادات التي قد تكون منعدمة أحيان، ما يكبدها خسائر مادية مهمة نتيجة الإستثمارات التي تطلبها رحلة الصيد ومعها الإعتناء بالعنصر البشري. وهو ما دفع أغلب المراكب إلى إيقاف رحلاتها، ومنح بحارتها عطلا إستتنائية، إلى حين انتعاش المصايد بالأسماك ، هذه الآخيرة التي فرت نحو الأعماك هروبا من برودة المياه وفق ما أكدته جهات عارفة بخصوصية المهنة.
وعلمت البحرنيوز من مصادر مطلعة أن مركبا عاد أمس محملا ب 22 طنا وأخر محملا ب18طن ، فيما عادات مراكب أخرى خالية الوفاض . وأضافت ذات المصادر أن عودة مركبين محملين بالأسماك، قد أعطى مؤشرات إيجابية ، ببداية إنتعاش المصايد . حيث بادر الربابنة إلى مهاتفة بحارتهم، من أجل الإلتحاق بالمراكب في أجل أقصاه بعد غد الجمعة، لإستئناف رحلات الصيد . إذ من المتوقع أن يباشر أزيد من 40 مركبا أنشطته البحرية بسواحل الداخلة، متعقبين الأسماك السطحية الصغيرة مع بداية الأسبوع القادم.
من جهتها أفادت مصادر مهنية مطلعة تنشط بالداخلة، أن نشاط صيد السردين بالمصيدة الجنوبية، يبلغ أوجه مع شهر مارس، التي تعرف مفرغات مهمة من أسماك السردين، وبمعاير جد مهمة بالنسبة للمصنعين. فيما يختار تلة من المجهزين، إستثمار الشهرين الأولين من السنة، في الإعتناء بمراكب الصيد، وتدبر معطياتها التقنية داخل أوراش الإصلاح ، لضمان الإستعداد الكافي لتحصيل الكوطا المخصصة للمركب بمصيدة “س”، والمحددة هذا الموسم في 2000 طن.
وفي موضوع متصل يلتمس مهنيو الصيد بالمنطقة دراسة إمكانية مراجعة الأميال المخصصة لصيد الأسماك السطحية الصغيرة في سواحل الداخلة ، كون هذا الصنف من الأسماك يستقر غالبا في مسافات مابين ميل واحد و ثلاثة أميال . إذ أشارت مراسلة رفعتها إحدى الجمعيات المهنية بالمنطقة لوزارة الصيد، أن الصيد في أقل من ثلاثة أمتار لن يضر بتاتا بالمخزون السمكي ، مستدلة على ذلك بنشاط الصيد الساحلي بميناء بوجدور ، الذي تقوم بسواحله المراكب بالصيد في مسافات الحد الأدنى المحددة في ميلين فقط ، رغم أن هذه المراكب تصطاد ضمن مخزون ” س “. ما جعل الجمعية تتساءل عن السبب في الإختلاف الحاصل بين المنطقتين .