زيارة رواق الغرفة المتوسطية بمعرض الصيد البحري اليوتيس في دورته الخامسة بأكادير، تمنح الزائر فرصة للإطلاع على إشكاليات ذات أهمية قصوى في قطاع الصيد البحري، وتسليط الضوء على عدد من التحديات القطاعية التي تهدد مستقبل السواحل المغربية، إن لم يتم التعاطي معها بنوع من الحزم قبل فوات الأوان. و هي التحديات التي أثارت انتباه أحد أعضاء الفاو، و حتى الوزارة الوصية تحديدا، فيما يخص الصيد الشبحي، الذي يهدد استدامة المخزون السمكي بالبحر الابيض المتوسط كما على الصعيد الوطني، بسبب معدات الصيد المفقودة في البحر، او تلك التي يتخلى عنها الصيادون عمدا أو عرضا مما ينتج عنها أضرارا جسيمة بالأرصدة السمكية.
وتطرقت الغرفة المتوسطية في منشوراتها إلى أمثلة عن أدوات الصيد، التي تصبح بعد فقدانها أو التخلي عنها في البحر، من الخيط والصنانير و الفخاخ، و خزانات الصيد و الشباك، و كلها معدات لها تاثيرات سلبية على المواطن البحرية. لأنها تستمر في الصيد و توقع بالأسماك التي تتحلل، باعثة روائح تجلب أسماك مفترسة كبيرة، تقع بدورها سجينة ذات الفخاخ. لتتوالى بعدها نفس العملية المذمرة والمسببة في القضاء على الأسماك الثابتة، و على الكائنات القاعية و المستوطنات العميقة و على البيئة البحرية.
وأكد الحنصالي رؤوف مدير غرفة الصيد البحري المتوسطية، أن معرض اليوتيس يجب أن يشكل فرصة أساسية لرفع الوعي لدى عامة الناس حول مخاطر الصيد الشبحي، و الاستفادة من المناسبة لرفع الوعي وإعلام الزوار والمهنيين بتشكيلاتهم المختلفة، بشأن المخاطر الضارة لمعدات الصيد والشباك المفقودة، أو التي تم التخلي عنها في البحار والمحيطات حيث تبرز عبارة “الصيد الشبحي”.
وسجل الحنصالي في تصريح للبحرنيوز، أن هذه الشباك والأطنان من المعدات البلاستيكية التي يتم التخلي عنها، هي تتفتت مع الزمن لتتحول لطعم للأسمال، وما يرافق ذلك من تهديد حقيقي للإنسان، حيث يدرس العلماء في الوقت الحاضر مدى إنعكاس البلاستيك الذي تتناوله الأحياء البحرية على صحة الإنسان، داعياً في داث السياق مختلف الجهات المتدخلة إلى بذل جهود أكبر ﻟﻀﻤﺎن اﻟﺴﻼﻣﺔ واﻷﻣﻦ اﻟﺒﺤﺮي، حيث قال الحنصالي، “لقد أصبح الصيد البحري أحد القطاعات الرئيسية للاقتصاد الوطني”، وهو المعطى الذي يجب تثمينه وصيانته من خلال تكريس الصيد المستدام بسواحل المملكة.
ونوه الحنصالي بأهمية إنخراط الدولة في صيد مستدام ومسؤوال، وكذا المبادرة المهمة التي أطلقتها البلاد المتمثلة في “الحزام الأزرق”، التي تعد بحق مصدر إطمئنان للمهتمين بالشأن البحري، ومعها إستدامة القطاع، حيث الكل يراهن اليوم على الحفاظ على السواحل البحرية الوطنية و معها البيئة البحرية عموما بما تحتويه من موارد سمكية.
وبحكم الممارسات السلبية التي تقع في بعض المناطق في نفوذ الغرفة المتوسطية، شملت منشورات الغرفة أيضا ظاهرة الديناميت المستعمل في الصيد، بحيث فوي كلمة لرئيس الغرفة المتوسطية عبر عن المخاطر التي يشكلها الصيد باستعمال المتفجرات، مطالبا بالتدخل العاجل لوقف هذا النزيف والضرب بيد من حديد على مستعمليه. كما أن مشكل إستفحال التلوث البلاستيكي الذي يعد كخطر دائم على الكائنات البحرية، من بين النقاط الرئيسية في منشورات ذات الغرفة. فيما حضيت السلامة البحرية أيضا باهتمامات الغرفة، لاسيما على مستوى احترام الإرشادات البحرية الضرورية لتحسيس البحارة بطرق استخدام صدريات النجاة ووسائل الحريق لتجنب الحوادث القاتلة.