“حوريات سيدي عابد” هو الإسم الذي إختارته مجموعة من النسوة لتعاونيتهن التي أسسنها سنة 2012 بنواحي الجديدة، في إطار برنامج تحدي الألفية الذي يدخل ضمن اتفاق مبرم بين المغرب والولايات و المتحدة الأمريكية، و ذلك بغرض توحيد صفوف النساء العاملات في قطاع الصيد البحري.
فقد تمكنت التعاونية منذ تأسيسها إلى الآن ، من توفير وحدة لتجفيف الطحالب وتثمين المنتجات البحرية، و لم تقف عند تحسين جودة الطحالب البحرية فحسب، بل تجاوزتها إلى جلب منتوجات بحرية أخرى كبلح البحر أو قنافذ البحر، للعمل عليها خارج مواسم جمع الطحالب، وعيا من المتعاونات، بانعدام أنشطة مدرة للدخل خلال باقي أيام السنة بسبب طبيعة المنطقة.
ورغم النجاح الذي حققتهم التعاونية في السنوات القليلة الماضية ، فقد أضحت تواجه مجموعة من التحديات كما أوضحت ذلك فاطمة لكدلاوي رئيس التعاونية في تصريح هاتفي لجريدة البحرنيوز، حيث أكدت أن التعاونية هي تغوص اليوم داخل مجموعة من الإشكاليات، خصوصا منها المتعلقة بعملية جمع و تسويق المنتوج، بعد ان تم تضييق الخناق على مجموعة من المنتوجات البحرية منها خيار البحر وقنفذ البحر والصدفيات، وحصر نشاط جمعها في أيام معدودة من السنة، قد لا تتعدى عشرة أيام. وهو الأمر الذي أثر سلبا على مدخول التعاونية ومعه العائد المالي للمنتسبات، اللائي يمتهن الغوص وجمع الطحالب البحرية .
و طالبت رئيسة التعاونية في ذات الموضوع الجهات المسؤولة، بالتدخل لدى التجار والمستثمرين، وفرض الدلالة في عملية بيع الطحالب البحرية، حتى يتم تثمين هذا المنتوج، خصوصا ان عملية إعداد المنتوج هي تكلف مجهودا خرافيا، في ظل سلسلة المراحل المهنية و العملية و التقنية التي تتم مراكمتها لتحصيل المنتوج النهائي. وهي مجهودات كبيرة لا تنسجم والأثمنة المحققة عند البيع الذي يتم بأسعار منخفضة. هذا دون نسيان، وسائل النقل حسب تصريح لكدلاوي ، والتي تكلف التعاونية مصاريف إضافية في عملية إيصال المنتوج إلى المشتري، دون تسلم المستحقات المادية بشكل فوري و أني.
وأكدت لكدلاوي أن مثل هذه السلوكيات هي تضع التعاونية في مازق مادي لا تحسد عليه، خصوصا وأن المصنع يشغل يد عاملة مهمة، هي تنتظر بفارغ الصبر مستحقاتها المالية، لا سيما وأن التعاونية لا تتوفر على رأس مال قوي، يسمح لها بالنهوض بمتطلبات قطاع جمع و تسويق الطحالب البحرية بالمنطقة. مبرزة في ذات السياق أن المساهمات المادية لا تتعدى 1000 درهم لكل منتسبة لتعاونية، و البالغ عددهن 81 منتسبة. فالتعاونية بالرغم من ذلك لازالت تتخبط في اشكالات مادية.
و تساءلت رئيسة التعاونية عن الأسباب الكامنة وراء عدم استفادة تعاونية سيدي عابد، من المشاريع المبرمجة من طرف المبادرة الوطنية لتنمية البشرية، بحجة أنها تعاونية ربحية اقتصادية. موضحة في ذات الإطار، أن المشروع الذي تقدمت به يروم شراء شاحنة مبردة صغيرة، تسمح للتعاونية بجلب خيار البحر، قنفذ البحر، صدفيات .. من المناطق البحرية البعيدة، بهدف تنويع عملية تسويق المنتوجات البحرية، دون الاقتصار على الطحالب البحرية. وكذا لضمان وجود المادة الخام في ظل انعدام أنشطة مدرة للدخل خلال باقي أيام السنة بسبب طبيعة المنطقة.
وأشارت الفاعلة في القطاع التعاوني البحري، أن التعاونية النسوية هي بأمس الحاجة اليوم لنوع من المساندة والدعم المادي الكفيل بإنتشالها من ضعف المردودية المالية، التي تتخبط فيها، و التي مست العاملات داخل مصنع التعاونية . حيث يبرز التحدي في النهوض بالمستوى الاقتصادي و الاجتماعي للمرأة المكافحة بالمنطقة، لاسيما في ظل انعدام استفادتهن من عائدات الضمان الاجتماعي، رغم إلتزام التعاونية بدفع الرسوم الضريبة لصالح المكتب الوطني للصيد البحري.