دعا لقاء إحتضنه سوق الجملة للسمك بتامسنا تمارة، أمس الأربعاء حول مشكل تفريغ وتسويق جميع أنواع الأسماك داخل هذا السوق ، إلى تظافر جهود مختلف المتدخلين من أجل تنشيط هذا المعلمة التجار، وتمكينها من لعب دورها بشكل يتماشى والأهداف التي تم تسطيرها لها في وقت سابق.
وتطرق المتدخلون لمجموعة من التحديات التي تشهدها تجارة السمك بالمنطقة، والمشاكل القطاعية التي تمنع دخول الاسمال لسوق الجملة بتامسنا، حيث شكل اللقاء الذي حضره على الخصوص رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الرباط سلا القنيطرة ، وعبد الله الإدريسي كممثل لمديرة المكتب الوطني للصيد، وعبد اللطيف السعدوني رئيس الكنفدرالية الوطنية لتجار منتوجات الصيدي البحري بالأسواق والموانئ الوطنية، فضلا عن عدد من تمثيليات التجار سواء بالجملة أو التقسيط، شكل قنطرة للتواصل بين التجار المزودين من الموانئ والتجار المشتغلين داخل سوق الجملة ، حتى أن المتتبعين رأو في اللقاء مناسبة سانحة، لتشريح الوضعية الحالية لسوق الجملة للبيع الثاني بالجهة.
وطالب تجار الجملة المكتب الوطني للصيد بضرورة توفير المناخ المساعد، على بعث أسماكهم نحو هذا السوق ، مشددين على تقديم ضمانات من طرف المكتب لتصريف أسماكهم، وتحصيل أموالهم، حيث إقترح عدد من التجار تولي المكتب مهمة أداء المبالغ المترتبة عن عملية البيع، وذلك بإمساك ضمانات مالية من عند التجار الذين يمارسون بالسوق، كما هو معمول به بأسواق البيع الأول. فيما ألح تجار آخرون على ضرورة توفير ظروف البيع، عبر تعزيز الأمن داخل السوق وتوفير مادة الثلج، والتخفيف من الإقتطاعات، لضمان تنافسية الأسماك المعروضة داخل الفضاء التجاري ، خصوصا ان هذا الآخير يستمد قوته من أسماك العبور، القادمة إلى مدينة الرباط من مدن مختلفة وموانئ متباعدة .
من جانبهم دعا تجار نصف الجملة والتقسيط المشاركون في اللقاء، إلى عدم تحميل هذه الشريحة أكثر من جهدها ، مطالبين تجار الجملة بتقديم بعض التنازلات لضمان صيرورة السوق ، وإعمال مبدإ الثقة، التي تبقى المحرك الأساسي لعلاقة دائمة ومستدامة. إلى ذلك طالب آخرون بضرورة تزويد السوق بكل الأنواع السمكية ، وليس التعامل بنوع من الإنتقائية بين سوق الدار البيضاء وسوق الرباط. كما أبرزوا في سياق متصل أن المستهلك الرباطي يشهد له بكونه مستهلك دواق للمنتوجات البحرية. وهو ما يتطلب تنويع العرض بشكل يستجيب للتطلعات الساكنة المحلية .
وإتفق المشاركون في اللقاء على ضرورة تظافر الجهود بين مختلف المتدخلين، من إدارة ومهنيين وتجار ، لتمكين السوق من لعبه دوره كاملا ، بعد أن كلف إنجازه إستثمارا فاق70 مليون درهم، على مساحة إجمالية تبلغ هكتارين، حوالي 4000 متر مربع منها مغطاة، حيث تم تمويل المشروع من طرف هيئة تحدي الألفية الأمريكية في إطار التعاون بين المملكة المغربية والولايات المتحدة.
ويراهن على السوق الذي يندرج في سياق إرساء شبكة مكونة من 10 أسواق للبيع بالجملة بربوع المملكة، في المساهمة في الدينامية الاقتصادية والاجتماعية للجهة، ودعم الأنشطة المرتبطة بالمنتجات البحرية، عبر تنظيم بيع الأسماك بالجملة، وتأمين تموين منتظم من الأسماك على مستوى جهة الرباط-سلا-القنيطرة، فضلا عن تقريب المنتوج من الساكنة المحلية في احترام لمعايير الصحة والسلامة.
وكان رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الرباط سلا القنيطرة عبد الله عباد، قد دعا في وقت سابق تجار السمك بالجهة لحضور إإجتماع تنسيقي، نظم يوم الإثنين الماضي بمقر الغرفة المتواجد بزنقة غاندي بالرباط، إستعدادا للإجتماع الترتيبي الذي إحتضنه سوق الجملة للسمك بتامسنا أمس الأربعاء ما يعطي إنطباعا بوجود رغبة قوية لدى الفاعلين المحليين في تحريك عجلة السوق وجعله المزود الرسمية والأساسي للمنطقة بالمنتوجات البحرية .