تختتم اليوم السبت 7 شتنبر 2019 يمعهد التكنولوجيا للصيد البحري بمدينة العيون ، أشغال دورة تكوينية وتدريبية في مجال استغلال جهاز المحاكات، كوسيلة ديداكتيكية و بيداغوجية، لفائدة مكوني مؤسسات التكوين البحري بالجنوب المغربي، وذلك قصد إمدادهم بأهم التطورات التي يعرفها التكوين البحري، ومعها مستجدات التقنية في مجال الصيد، تحت إشراف خبراء مغاربة وروسيين.
وتدخل هذه الدورة التكوينية حسب قول الخبير مولاي اسماعيل مدير معهد التكنولوجيا للصيد البحري، في إطار التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى الرقي بمنظومة التكوين المهني كخيار إستراتيجي ، لدعم الكفاءات الوطنية في القطاعات الإقتصادية والحيوية، وكذا تفعيلا لخريطة الطريق، المنبثقة عن الرؤية الاستراتيجية لمديرية التكوين البحري رجال البحر و الانقاذ. ،حيث تروم الدورة تمكين الأساتذة ومكوني مؤسسات التكوين البحري بالمدن الجنوبية، بكل من أكادير سيدي افني، طانطان، العيون، وبوجدور، من استعمال نظام المحاكات في مجال التكوين التطبيقي، لفائدة متدربي مؤسسات التكوين البحري. وذلك بناء على المقاربة البيداغوجية بالكفايات.
وأفاد الخبير أن هذه الدورة التكوينية التي انطلقت اشغالها منذ يوم الاثنين2 اكتوبر 2019 وامتدت لاسبوع كامل ، في إنتظار أن تليها دورة أخرى في القادم من الأيام تستهدف أطر معاهد أخرى لم تشملها الدورة الحالية ، أشرف عليها أربع أطر، بينها أطر أجنبية قادمة من روسيا وخبراء مغاربة مختصون في البرمجة. حيث تفرع برنامج الدورة إلى محورين رئيسيين ، هم الأول كيفية إستغلال نظام المحاكاة بمكوناته الثلاث الصيد والمناورة والملاحة . فيما هم المحور الثاني ، طريقة صيانة هذا البرنامج، وإختبار مكوناته، لضمان إستمراه في تقديم خدماته لأكبر قدر ممكن من الوقت.
وشمل هدا التكوين أربعة محاور يضيف مدير المعهد، همت على الخصوص ، برمجة سيناريوهات وضعيات تتعلق ببرمجة رحلات ملاحية تتعلق بقيادة السفن، وبرمجة مناورات بحرية سواء في أعالي البحار أو بالمراسي، إلى جانب برمجة عمليات الصيد بجميع اصنافه- الصيد بشباك الجر-الصيد بشباك السردين-الصيد بالخيط، فضلا عن برمجة عمليات التواصل بأجهزة الراديو ، باستعمال النظام الدولي المسمى اختصارا ب GMDSS.
وتكمن الأهداف المتوخاة من هده الوحدة في تمكين المتدربين بمؤسسات التكوين البحري بالمناطق الجنوبية، من تكوين دو جودة عالية، يستجيب للاتفاقيات الدولية التي صادق عليها المغرب، خاصة الاتفاقية الدولية الخاصة بمعايير تكوين رجال البحر، وتسليم اجازات قيادة السفن البحري المسمات اختصارا ب STCW . إذ يستفيد المكونون بالإضافة إلى الدبلوم المسلم عند انتهاء التكوين، من شواهد تستجيب لمعايير هده الاتفاقية، خاصة في الملاحة كشهادة ARPA والتواصل بنظام GMDSS. كما يمكن هذا النظام المتدربين، من كسب خبرة عالية خلال مدة التكوين تمكنه و تسهل عليه ولوج سوق الشغل و أن يكون عمليا مند تقلده للمسؤولية.
واضاف الخبير أن تكوين هذه الأطر التي تمثل معاهد سيدي إفني طانطان بوجدور والداخلة إلى جانب العيون ، يروم أيضا تسهيل مهمة هؤلاء المؤطرين في القيام بواجبهنم التأطيري عند قدومهم للمعهد رفقة طلبتهم ، حيث سيكون المحاكي رهن إشارتهم وفق برنامج معين ، سيتم الإعلان عنه لاحقا. وذلك لفسح المجال لمتدربي المعاهد المختلفة في الإستفادة من مجموعة من التقنيات المرتبطة بالملاحة والصيد والمناورة ، بشكل يقربهم من الواقع المعاش قبل الإنطلاق في رحلات صيد حقيقة، أو تصحيح بعض الأخطاء للمجرّبين في ممارسة المهام المختلفة ضمن منظومة الصيد بالسواحل المغربية. إذ يمكن هدا النظام رجال البحري الممارسين من التكوين المستمر والتكوين الاشهادي، من الرفع من كفآتهم المهنية.
ويعتبر معهد التكنولوجيا للصيد البحري بالعيون أول معهد بالبلاديتوفر على محاكي للملاحة و الصيد و المناورات، بعد ان تم إفتناؤه في اطار اتفاقية الصيد البحري بين المملكة المغربية والاتحاد الأوروبي، بغرض الرفع من مستوى التكوين البحري. وذلك من خلال ولوج نظام المحاكي، الذي يساعد في دمج شق النظري والتطبيقي في آن واحد لفائدة المستفيدين. وهو الأمر الذي سيساهم في استيعاب عمليات وتقنيات الصيد، بشكل شبه واقعي، يضمن رؤوية واقعية واضحة، من بينها طريقة المراوغة و المناورة لتفادي حوادث البحرية….
يشار أن محاكي الملاحة و الصيد و المناورات، هو مطابق لمواصفات السفن، و محاكي لعمليات الصيد بكل أصنافه، كونه مطابق لمواصفات، DNV Class A ، بزاوية رؤية 240 درجة، مع إمكانية عمل ثلاث مناورات منفصلة، والتفاعل بينهما في وقت واحد. هذا بالإضافة إلى تشغيل أكثر من نوع من الدفع في كل محاكى، والتدريب في البحر المفتوح والمجاري المائية الساحلية والمقيدة.