تعتبر الجيوب المزدوجة – الطرامبا – ( Doubles poches ) من أخطر المعدات، إن لم يكن أخطرها على الإطلاق التي يستعملها ربابنة الأسطولين الوطنيين الأعالي و الساحلي بالجر ، منذ أن إعتمد المشرع قانون عيون جيوب الشباك ( Maillage du sacs ) ذات قياس 70 و 60 ملم جنوب بوجدور، و 50 ملم شماله منذ ما يزيد عن عقدين من الزمن .
وقد كان هدف الإدارة الوصية من إعتماد هذه القياسات لعيون جيوب الشباك ( Maillage )، هو الحفاظ على الثروات السمكية لكي تنجو الأسماك الصغيرة من الإبادة ( les rejets ). لكن بعد عقدين من الزمن كيف هي النتيجة اليوم !!!! ؟؟؟؟ .
قبل إعتماد الإدارة الوصية لهذه القياسات لعيون جيوب الشباك منذ ما يناهز 20 سنة، كان ربابنة الصيد بالأعالي أو الساحلي لا يستعملون إطلاقا الجيوب المزدوجة – الطرامبا – ( Doubles poches ) لأن القياسات التي كان مسموحا بها آنداك كانت محددة في 40 ملم للأعالي و 30 للساحلي، حيث أنها تبقى جد متطابقة مع واقع الممارسة الميدانية. وتبقى فعالة في إصطياد الأسماك التي تلتصق بالأعماق، خصوصا الصول – الصاندية و القمرون ( soles – Langues -crevettes ) .
منذ إعتماد قانون قياسات عيون جيوب الشباك ( 50 – 60 -70ملم ) و إشتداد المراقبة على أنشطة الصيد في عرض البحر، إضطر الربابنة مكرهين إلى الإستعمال الممنهج للجيوب المزدوجة Trampa، لأنه يمكن التخلص منها بسهولة، في حالة ما إذا كانت هناك مداهمات لأجهزة المراقبة ؛ هنا أعود لسبب إضطرار الربابنة على هذه الممارسة الخطيرة و المشينة، لأن القياسات المعتمدة حاليا لا تتناسب إطلاقا مع واقع الممارسة الميدانية، إذ من سابع المستحيلات إصطياد الصول ؛ الصاندية و القمرون ( Soles – Langues – crevettes ) مهما كان الحجم التجاري ( Taille marchande ) لهذه الأصناف قانونيا، بقياسات عيون جيوب الشباك المعتمدة حاليا.
إن قانون إعتماد قياسات عيون جيوب الشباك المعتمدة حاليا ( 50 -60 -70 ملم )، يبقى حبرا على ورق. و لم يحقق هدفه في الحفاظ على الثروات السمكية، بل عكس ذلكّ، لعدم مطابقته مع واقع الممارسة الميدانية جعل الربابنة يسقطون في المحظور. حيث يضطرون الى إستعمال الجيوب المزدوجة الطرامبا ( Doubles poches )، التي تعد من المعدات الخطيرة. حتى انها أنهكت الأعماق و تهددها بالسكتة القلبية.
لدى يجب على الإدارة و المرتفقين تقييم تجربة قانون هذه القياسات بجرأة و شجاعة، خدمة للحفاظ على الثروات السمكية بدل التحايل و الكذب و الضحك على بعضنا البعض، بقاموس العامية الذي لن يزيد إلا الطين بلة .
*رأي كتبه للبحرنيوز عمار الحيحي ، ربان صيد وأحد نشطاء المجتمع المدني في قطاع الصيد البحري