كشفت وثيقة صادرة عن وزارة الصيد البحري، المستقبل المجهول الذي يواجه مشروع إنجاز نقطة التفريغ المجهزة بالسعيدية ، في ظل البطأ الذي تتسم به الترتيبات والإجراءات المزمع اتخاذها لإنجاز المشروع.
وأوضحت الوثيقة المؤشرة من طرف الكاتبة العامة لقطاع الصيد، في سياق إجابة على مراسلة للغرفة المتوسطية بطنجة حول مآل مشروع إنجاز مشروع نقطة التفريغ المجهزة بالسعيدية، أنه وإلى حدود 22 أبريل 2019 تاريخ أخر لقاء جمع المتدخلين والفاعلين بمقر عمالة إقليم بركان، والذي خـُصص لدراسة شروط الإنجاز وتمويل المشروع وتحديد التزامات الأطراف في إطار اتفاقية شراكة، تتبين أن هناك مجموعة من النقاط العالقة، والتي تحتاج للمعالجة الآنية، خصوصا وأن وزارة الصيد قد جهزت مساهمتها المخصصة لإنجاز المشروع، والمبرمجة ضمن ميزانياتها برسم السنة المالية الحالية.
وعدد نص الوثيقة مجموعة من النقاط، التي يجب الحسم فيها لتحريك عجلة الإنجاز. إذ يبقى ابرزها تسوية إشكالية الوعاء العقاري للمشروع ومكوناته، والموجود داخل الميناء الترفيهي (marina)، وهو العقار الذي يجب إخراجه من تحت تصرف شركة تنمية السعيدية. كما يجب تحديد الأطراف الأخرى، التي ستبرم اتفاقية الشراكة مع قطاع الصيد البحري.
وإلى جانب النقطتين المذكورتين، أضافت الكاتبة العامة لقطاع الصيد، هناك نقط أخرى تحتاج للمعالجة والحسم فيها، يتعلق الأمر بتحديد صاحب المشروع المنتدب، من أجل إنجاز وتتبع المشروع في جميع مراحله، إلى جانب تحديد الجهة التي ستتكفل وستتكلف بمتابعة ربط هذا المشروع بقنوات الماء الصالح للشرب والكهرباء والصرف الصحي، كما هو جاري به العمل في المشاريع المماثلة.
ويوجه مهنيو الصيد التقليدي بالسعيدية أصابع الإتهام إلى شركة تنمية منتجع السعدية SDS ، في عرقلة نقدم المشروع، حيث إتهم فريد زناقي، عضو الغرفة المتوسطية، في تصريح هاتفي سابق للبحرنيوز، مدير هذه الشركة بالعمل على إقبار مشروع بناء نقطة تفريغ مجهزة بالمدينة ، والتي تعد حلما لكل مهنيي الصيد بالمنطقة، خصوصا بعد إعلان مجموعة من الشركاء عزمهم الإنخراط في إنجاز المشروع.
وسجل زناقي، ان المشروع يحتاج لمساحة تمتد على 80000 متر مربع، فيما ترفض الشركة توفير هذا العقار ولا حتى 50000 متر مربع، مبررة الخطوة بعزمها إنشاء محطة لتصليح وصيانة المراكب السياحية، مسجلا في ذات السياق إستغرابه لتغير خطاب الشركة التي كانت في وقت سابق، تقرن إنجاز مشروع تنمية منتجع السعدية بوجود نشاط الصيد التقليدي. غير انه في الآونة الآخيرة يضيف ممثل الصيد التقليدي، أصبحت تنفر من المهنيين وتحاول إبعادهم عن المنطقة. وهي كلها إتهامات حاولنا نقلها لإدارة الشركة، غير أننا لم نوفق في ذلك. فيما تبقى جريدة البحرنيوز منفتحة على أي رد، بخصوص هذه الإتهامات الموجهة لشركة تنمية منتجع السعدية SDS .
ويشدد مهنيو الصيد التقليدي بالمدينة الشرقية، على ضرورة إلتزام مختلف الشركاء في إنجاز المشروع، تماشيا مع توجهات الوزارة الوصية في تأهيل القطاع، وتوفير البنيات التحتية الكفيلة بتطوير أداء مهنيي الصيد، حيث الطلب متزايد من أجل إحدات نقطة التفريغ، أو برمجة ميناء صغير يعزز مداخيل المنطقة من قطاع الصيد البحري، إلى جانب الرؤيا المرتبطة بتطوير الجانب السياحي، خصوصا وأن قطاع الصيد التقليدي ظل يصنف كأحد القطاعات التي تنسجم مع التوجهات السياحية، إلى جانب كون أساليبه في الصيد تبقى إنتقائية وصديقة للبيئة .