في بصمة عطاء خيري والتفاتة إنسانية رسمت البسمة على الوجوه فى شهر الرحمة، استجاب بعض مهنيي قطاع الصيد البحري بسيدي إفني، لمبادرة أطلقتها مصالح مندوبية الصيد البحري بميناء المدينة، لمواكبة الشهر الفضيل، من خلال جمع أكبر حجم ممكن من أسماك السردين، وإعادة توزيعها على المتضررين من الحجر الصحي من أحياء المدينة، وساكنة بعض المناطق المجاورة في المداشر، والمسالك الوعرة.
وتعتبر المبادرة الخيرية من تخطيط مندوبية الصيد البحري بسيدي إفني، وتحت إشرافها، حيث انخرط فيها تلقائيا مجهزوا مراكب صيد السردين، وجمعية أيت باعمران لتجارة السماك السطحي، وبعض وجوه الخير الذين وفروا وسائل نقل الأسماك، ومستودعات معالجة الأسماك، و معمل الثلج، قبل نقلها لوجهاتها. إذ إقتصرت المرحلة الأولى على الساكنة الأقرب من ميناء المدينة، لتليها بعد ذلك المناطق البعيدة.
وقال رشيد مستغيث عضو جمعية أيت باعمران لتجارة السمك السطحي بالجملة بسيدي إفني في تصريح للبحرنيوز، عن فرحته العارمة لنجاح المبادرة في توزيع الأسماك في مختلف الأحياء بسيدي إفني، و 25 دوار بجماعة تسريرت بتافراوت، و كدلك ساكنة الأخصاص. و هدا يؤكد رشيد، يفرض جهدا مضاعفا بداية من توفير الاسماك، إلى مدها بالثلج للحفاظ على طراوتها، إلى شحنها و نقلها إلى الوجهات، فتوزيعها على الساكنة.
وتابع المصدر المهني حديثه بالقول، أن المبادرة تدخل يومها الرابع، وهي بمثابة نداء إلى كل الفاعلين في القطاع للمشاركة والمساهمة الإنسانية. وذلك بما يعزز التلاحم مع الفئات الهشة، تزامنا مع الأيام العصيبة التي تمر بها البلاد، نتيجة تفشي فيروس كورونا المستج. حيث أكد الفاعل المدني، على تواصل العملية، من أجل أن تعم الفائدة من جهة، ولرفع الضرر على الفئات المحتاجة في هدا الظرف الاستثنائي، سعيا لإعادة الأمل من جهة ثانية.
وأفاد مستغيث، أن مساهمة مصالح مندوبية الصيد البحري بسيدي إفني، ومراكب الصيد، و جمعية أيت باعمران، وموزع مادة الثلج، هي كلها تأتي في سياق إنساني محض، لاكتساح الميدان بهدا العمل الخيري، وإيصال الأسماك لأبعد نقطة ممكنة ، مؤكدا على أن توجه الجمعية بشراكة مع الكنفدرالية الوطنية لتجار السمك ، يرمي إلى استهداف المناطق البعيدة، والنائية، واعتماد موزعين على شاكلة الاسواق الأسبوعية.
عبد اللطيف السعدوني رئيس الكونفدرالية الوطنية لتجار السمك بالأسواق والموانئ المغربية، أكد في سياق متصل في تصريح للبحرنيوز ، أن شهر رمضان يحل هذا العام في ظروف استثنائية، تزامنا مع اجراءات الحجر الصحي المفروض، لمنع تفشي فيروس كورونا. وهو العامل الذي جعل تجار السمك ينخرطون في مبادرة جمع الأسماك، ونقلها إلى الساكنة. وهدا ما يثبت أن تاجر السمك هو جزء من منظومة قطاع الصيد البحري، وأن العلاقة بينه وبين المستهلك تبقى علاقة جدلية، وطبيعية.
وأوضح المصدر أن أهداف التاجر لا تتركز في الربح فقط، لأنه يخضع لمنطق الربح والخسارة في ذات الوقت. ولكن الجانب الإنساني هو أقوى، وخاصة أننا في أمس الحاجة في المجتمع المغربي لمثل هده المبادرات ذات الطابع الاجتماعي المحض. وذلك لتحسيس الاخرين أننا معهم في المحنة يقول السعدوني. وتمنى الآخير إستمرار المبادرة وإنتشارها. إذ ليس هناك من بعد سياسي، ولا إيديولوجي يتحكم فيها ، بل ببعد أصيل وحقيقي، لإيصال الأسماك للساكنة، و بالأخص المناطق البعيدة عن الموانئ، ورفع ثقافة انتشار استهلاك الأسماك.
وقال السعدوني أننا نسافر بدون جواز في جميع أنحاء المغرب، للوصول إلى المستهلك، تحت عنوان المواطنة الحقيقية، مثمنا مجهودات تجار السمك بسيدي إفني، و كل من ساهم في العملية الخيرية، لا سيما في الوضع الراهن، الذي يستدعي توحيد الصف لنكون جميعا لحمة واحدة في هدا الجانب.
ولقيت المبادرة حسب الأصداء الواردة على البحرنيوز، استحسانا كبيرا من السلطات، ومن ساكنة المناطق المستفيدة. إذ من المنتظر أن تستمر المبادرة لتشمل مناطق صبوية، ومناطق أخرى يتم تحديدها بشراكة مع مختلف المتدخلين.