استنفر ظهور زيوت طافية بميناء مارينا أكادير إدارة المارينا، والسلطات المختصة التي تدخلت على الفور من أجل احتواء الوضع، والوقوف على مصدرها الحقيقي بإجراء تحريات حول منبع التسرب.
ورجحت مصادر مأذونة ومتخصصة أن تكون الزيوت التي اتخذت شكل رغوة بيضاء، وأجسام صلبة بعد تفاعلها في الماء، ناتجة عن أعمال صيانة لأحد المراكب السياحية الراسية بالمارينا، وإفراغ مجموعة من المواد بقصد، أو غير قصد في الحوض المينائي. فيما طرحت مصادر أخرى فرضية وقوع تسرب لدى إحدى السفن البحرية التجارية. وهي الفرضية البعيدة كل البعد عن السياقات المعقولة تفيد مصادر أخرى، في ظل غياب تقرير رسمي من الجهات المعنية، أو تحاليل مخبرية توضح طبيعة المواد الطافية بميناء المارينا.
وبحكم تخصصها في الميدان، وبحثها عن الحقيقة، سعت البحرنيوز إلى التحقيق في بعض الإشاعات حول منبع تسربات هده الزيوت، و مصدرها من أجل تقديم تحليل منطقي حول الحادث، وطرح الفرضيات القريبة إلى الواقع، حيث أنه حتى الآن لا يزال هناك غموض حول هده الزيوت، في ظل عدم توفر معطيات مدعومة بأدلة دامغة عن مصادرها، كما أنه رغم اتساع نطاق الفرضيات الغير مقبولة تبقى الأسئلة معلقة إلى حين؟
وتبقى النظرية الأكثر قبولا من ناحية المنطق شكلا، و مضمونا هو، إخلال أحد مالكي السفن السياحية بواجباته البيئية، من خلال رمي مواد مختلفة في الحوض المينائي لمارينا، في توقيت تزامن مع عطلة العيد، وتدبدب نشاط الحركة المينائية، ومعها التخفيف من عمليات المراقبة، على عكس نظرية تسرب الزيوت من سفينة تجارية و وصولها إلى حوض الميارينا، بسبب التيارات المائية. إذ أنه و للإمعان فقط، فإن مثل الفرضية مستبعدة تماما في غياب علامات الزيوت بالأحواض المختلفة لميناء أكادير (حوض السفن التجارية، مثلث الصيد، مربع الصيد، الميناء العسكري)، فكيف للتيارات المائية أن تستثني أحواض ميناء الصيد، وتقتصر فقط على المارينا.
وما عزز من هدا الاعتقاد هو المعاينة التي قامت بها البحرنيوز لمختلف الأحواض المائية لميناء أكادير، وتبين بما لا يدع مجالا للشك، أن العلاقة لا تثبت في الحقيقة أي شيئ، بالنسبة للذين يروجون مثل الإشاعات، ويفترضون أن الارتباط يقتضي السببية. إذ أن مصلحة النظافة والحد من التلوث بالوكالة الوطنية للموانئ بأكادير، تسهر على حماية البيئة، من خلال التشديد بالرقابة المهنية، للتأكد من امتثال المنشآت البحرية للشروط البيئية، إضافة إلى عمليات التطهير والتنظيف اليومي، الذي تقوم به شركة متخصصة مرتبطة بعقد شراكة من أجل هدا الغرض.
وتتوفر قبطانية ميناء أكادير على مخططات محلّيّة للتصدي لحوادث التلوث المحتملة، كما تعتمده في عمليات المحاكاة التي تقوم بها بانتظام للتخفيض من الأضرار البيئية، و لتكون في الموعد في حالة وقوع حوادث مماثلة. فيما إستعانن إدارة تسيير مارينا أكادير ، بخدمات إحدى الشركات المتخصصة في تنظيف الأحواض المينائية، حيث قامت هده الأخيرة بإزالة التلوث من الزيوت الطافية، على شكل رغوة بيضاء و أجسام صلبة منتشرة على مستوى الأرصفة العائمة، وإزالة أثار التلوث.