أحيت اكتشافات أثرية جديدة على امتداد الساحل الشمالي، بين سيدي بوزيد ورأس بدّوزة، الأمل في أوساط الباحثين المهتمين بالتراث الأثري تحت مائي والأركيولوجي بآسفي ، في الوصول إلى إيجابات صريحة حول المدينة الأسطورية تيغالين، التي يرجح محليا أنها مدينة طمرتها المياه وأخفت معها حضارة متشعبة المعالم.
ومكنت تنقيات أثرية قامت بها مؤخرا الجمعية المغربية للبحث والمحافظة على التراث الأثري تحت المائي من الوصول لإكتشافات أثرية، وصفت بالهامة على طول 30 كيلومترا. وهي الإكتشافات التي تعود حسب تصريح أدلى به رضوان بوركة، نائب رئيس الجمعية للصحافة، إلى القرن الثاني قبل الميلاد وحتى إلى الحقبة البرونزية (2000 سنة، من 2700 إلى 900 قبل الميلاد).
وكانت الجمعية المغربية للبحث والمحافظة على التراث الأثري تحت مائي، قد عثرت سنة 2015 علي عظام بشرية متحجرة بأحد الكهوف بجماعة البدوزة شمال مدينة أسفي . وهو الإكتشاف الذي ربطته الجمعية حينها بمدينة تغالين، التي نسجت حولها مجموعة من الحكايات الشعبية ، مكرسة في المخيال المسفيوي، أنها مدينة غارقة علي حافة المحيط الاطلسى شمال مدينة الخزف والسردين.
وأمام هذه الإكتشافات المتزايدة للجمعية بالسواحل المحلية ، لفتت الجمعية الأنظار إلى أهمية “العناية وإنقاذ الكنوز البحرية، التي تتعرض للنهب في بعض الأحيان”، وسط مطالب جادة ، بتثمين هذه الثروات الأركيولوجية والنهوض بها، من خلال إبرام شراكات بناءة مع جمعيات وطنية ودولية تهتم بالجانب الأركيولوجي.
وكان سعيد بعزيز رئيس الجمعية المغربية للبحث والمحافظة على التراث الأثري تحت المائي، قد كشف في إحدى تصريحاته الصحفية، عن سعي الجمعية في التوصل إلى صياغة دليل يضم البقايا الأثرية المتواجدة على طول ساحل آسفي، وتصنيفها وتحديدها بشكل يسمح للسياح والأركيولوجيين، بتنظيم أفضل للرحلات البحرية بالسواحل المحلية . بما يضمن استقطاب أكبر عدد من الغواصين المنحدرين من مختلف بقاع العالم، والشغوفين باكتشاف الكنوز البحرية المتواجدة على طول ساحل آسفي.
وتأسست الجمعية المغربية للبحث والمحافظة على التراث الأثري تحت مائي سنة 2013، على يد مسفيويين عاشقين لرياضة الغطس. حيث تتوخى الجمعية تثمين هذا التراث من خلال البحث والاكتشاف والجرد.