تعول جهة سوس ماسة على مشاريع تربية الأخياء البحرية في أن تشكل بديلا للحد من الانخفاض الملموس في مداخيل المنتجات البحرية، إذ أعطت الجهة لمشروع تنمية تربية الأحياء البحرية أهمية كبرى في مخططها التنموي؛ نظرا لما سيحققه من تنمية اقتصادية واجتماعية في المنطقة والرفع من إنتاج الموارد السمكية الناتجة عن تربية الأحياء البحرية، من أجل الحد من الضغط الممارس على المخزونات الطبيعية يقول بلاغ صادر عن جهة سوس ماسة.
وأطلقت الجهة التي تتوفر على شريط ساحلي هام ، برنامجا لدعم تربية الأحياء البحرية الذي يعتبر وفق ذات البلاغ الذي توصلت البحرنيوز بنسخة منه، من المشاريع ذات الأولوية ضمن برنامج التنمية الجهوي، وذلك من أجل إعطاء دينامية جديدة لقطاع الصيد البحري من خلال دعم الاستثمار في مشاريع تربية الأحياء البحرية. وكذا إدراكا من جهة سوس ماسة للموقع الجغرافي الاستراتيجي للجهة وما تتوفر عليه من مؤهلات ورأسمال بشري مؤهل وموارد طبيعية مميزة من شأنها تطوير وتنمية أنشطة مذرة للدخل.
وفي هذا الصدد يقول البلاغ؛ تم توقيع اتفاقية شراكة إطار في المعرض الدولي اليوتيس سنة 2017 باكادير بين مجلس جهة سوس ماسة والوكالة الوطنية لتنمية تربية الأحياء البحرية، والتي تم الشروع في تفعليها، حيث تم الإعلان عن طلب الإهتمام لفائدة الشركات والتعاونيات في شهر دجنبر 2017 إلى غاية شهر مايو2018، مما أسفر عن انتقاء 24 مشروعا باستثمار يبلغ 396 مليون درهم سيوفر 620 فرصة عمل .
وتتوخى هذه المشاريع التي ستشغل 60 وحدة إنتاجية، إنتاج حوالي 62000 طن من الصدفيات والطحالب البحرية سنويا، أي ما يعادل 78% من توقعات مخطط تنمية الأحياء البحرية. حيث عبأت الجهة غلافا ماليا أوليا للمساهمة في تمويل هذه المشاريع يبلغ 20 مليون درهم ، وتم تحديد نسبة الدعم القصوى في %20 من الكلفة الإجمالية للمشروع.
وحسب ذات البلاغ فقد صادق المجلس الجهوي لسوس ماسة الى يومنا هذا، على 6 اتفاقيات شراكة مع حاملي المشاريع من اجل المساهمة في تمويلها . ويبلغ الاستثمار الإجمالي لهذه المشاريع حوالي 88 مليون درهم، ستمكن من خلق حوالي 200 منصب شغل مباشر.
وكانت لجنة تتبع اتفاقيات الشراكة مع حاملي المشاريع في قطاع تربية الأحياء البحرية قد عقدت اجتماعا لها بمقر جهة سوس ماسة يومه الجمعة 15 يناير 2021 ، تحت رئاسة عبد الله أوباري نائب رئيس مجلس الجهة، وبحضور محمد لعبوبي رئيس لجنة التنمية الإقتصادية ، وممثل الوكالة الوطنية لتنمية تربية الأحياء البحرية ، وممثل ولاية جهة سوس ماسة ، بالإضافة إلى حاملي المشاريع وبعض أطر وموظفي إدارة الجهة .
وخصص هذا اللقاء للوقوف على مدى تقدم تنفيذ المشاريع الستة، التي صادق عليها مجلس الجهة، حيث قدم حاملو المشاريع عروضا حول تقدم مشاريعهم؛ وبعض الاكراهات التي أثرت على تنفيذها والمرتبطة خاصة بجائحة كوفيد 19 . وذلك في أفق صرف الجهة الدفعة الأولى من الدعم الذي خصصته الجهة لهذه المشاريع الستة، التي حققت نسب إنجاز متقدمة.
وتجدر الإشارة الى أن هذه المشاريع يضيف البلاغ؛ تندرج في إطار الاستراتيجية الوطنية للنهوض بتربية الأحياء البحرية التي تسهر على تنزيلها “الوكالة الوطنية لتنمية تربية الأحياء البحرية ”على طول الشواطئ المغربية، ومن ضمنها الشواطئ الممتدة على طول الواجهة البحرية لجهة سوس ماسة، وذلك وفق مقاربة تعتمد منطق التنمية المستدامة، والحفاظ على الثروات البحرية.
وتمتد المساحة المخصصة لتربية الأحياء البحرية في جهة سوس ماسة على أزيد من 4 آلاف هكتار، مقسمة على أربع مناطق مخصصة لإنشاء مزارع لتربية ثلاثة أصناف من الأحياء البحرية، وهي الصدفيات، والطحالب البحرية، إلى جانب الأسماك.
وضمن هذه المناطق الأربع ، توجد منطقة إمسوان ـ تامري، التابعة للمجال الترابي لعمالة أكادير إداوتنان ، التي خصصت لإنشاء 48 وحدة لتربية بعض أصناف الأحياء البحرية، في مقدمتها الصدفيات ، حيث تصل مساحة كل وحدة منها 15 هكتارا. أما المنطقة الثانية الواقعة بدورها شمال مدينة أكادير، وهي ” كاب غير ـ تمراغت” ، فخصصت لإنشاء 48 وحدة لتربية الأسماك ، تصل مساحة كل وحدة منها 25 هكتارا، إضافة إلى إنشاء 42 وحدة ، على مساحة 15 هكتار لكل واحدة منها قصد تربية الصدفيات. فيما تتواجد المنطقة الثالثة على مستوى تيفنيت بوادي ماسة باقليم اشتوكة أيت بها والتي ستحتضن 72 وحدة على مساحة 15 هكتارا لكل واحدة منها . أما المنطقة الرابعة فتتواجد بين وادي ماسة وسيدي بولفضايل على مساحة تتجاوز الألف هكتار موزعة على 72 وحدة لانتاج الصدفيات.