عبر ثلة من المهنيين عن تدمرهم الشديد من احتلال بعض السفن الكبيرة المتوقفة، لأماكن في أرصفة ميناء الداخلة الجزيرة، ما يجعل الأمر عسيرا على سفن الصيد في أعالي البحار التي تلج ميناء الداخلة للتفريغ والشحن، وكدا التزود بالمؤن المختلفة، وإنجاز الأعمال المينائية الأخرى.
وحسب تصريحات متطابقة أدلت بها مصادر مهنية مطلعة لجريدة البحرنيوز، فإن ميناء الداخلة الجزيرة أنجز ليحتوي أنشطة الصيد البحري المختلفة، باعتباره منطقة استغلال تستغلها السفن للتفريغ والشحن. وأيضا للقيام بالأعمال الأخرى المترابطة مع أنشطة الصيد، من إصلاحات وصيانة، وليس محطة توقف السفن الأجنبية والمتقادمة. كما أن الموسم الصيفي للأخطبوط هو مناسبة مهمة تسجل حركة ملاحية حيوية، لتفريغ الأسماك بأرصفة ميناء المدينة، تنعكس بالإيجاب على المدينة، وعلى الساكنة، وأيضا على الوحدات الصناعية. لكن في مثل الظروف الحالية خرجت الأمور عن السياق الصحيح، من ميناء يجلب الاستثمارات، ويساهم في الجهود التنموية بالمنطقة إلى محطة توقف السفن المتقادمة، وتعطيل الجهود الرامية لجعل نشاط الصيد قاطرة للتنمية المحلية والجهوية.
وتابع المصدر المهني حديثه بالقول، أن احتلال مجموعة من السفن المتوقف نشاطها بأرصفة ميناء الداخلة، ضيق الخناق بشكل عسير على سفن الصيد في أعالي البحار، التي تلج لتفريغ حصيلة مصطاداتها السمكية في منطقة التفريغ. وتعول على التزود بمتطلبات رحلة الصيد الجديدة. لكنها تدخل في دوامة مستعصية تكلفها وقت طويل وخسائر كبيرة، ما ينعكس بالسلب على الأنشطة المينائية في حالة ما استمر الوضع على ما هو عليه الأن.
وأوضح مصدر مهني أن السفن المهجورة، أصبحت وباءا للمجتمع البحري بميناء الداخلة الجزيرة، كالسفينة الصينية التي أوقفتها البحرية الملكية بتاريخ 14 مارس 2021 “Dong Gang Xing 15″ولازالت إلى حدود كتابة هده السطور تحتل الرصيف الخارجي بميناء المدينة، دون اعتماد أي إجراءات تدكر في الموضوع. ما يمثل تهديدا حقيقيا على رقم معاملات الميناء، ويساهم في تراجع خطير لأنشطته البحرية، إدا ما اضطرت شركات الصيد في أعالي البحار، توجيه سفنها إلى ميناء الانطلاقة بطانطان وأكادير للتفريغ، عوض ميناء الداخلة الجزيرة. و ما زاد الطين بلة هو تواجد سفينة أخرى تحت اسم “سوبيلاجيك” تحتل هي الأخرى مكان في الرصيف بدون وجه حق.
وأشار المتحدث أن احتلال السفينتين المعنيتين في المقال، أمكنة حيوية في أحد أرصفة ميناء الداخلة، يولد صورة كارثية، و يشكل عائقا كبيرا أمام الحركة الملاحية لسفن الصيد في أعالي البحار، في ظل تخلي السلطات المسؤولة و خاصة البحرية الملكية، عن أي محاولة لتصحيح الوضع، في مواجهة هدا التعقيد الذي سيؤثر لا محالة على سمعة ميناء الداخلة، ويحكم بالخسائر على حجم المعاملات، ويفقد أيضا ألاف فرص الشغل التي تخلقها عمليات التفريغ و الشحن.
وحسب تصريحات مهنية متطابقة، فإن السفينتين المعنيتن المتوقفتين بأحد أرصفة ميناء الداخلة الجزيرة، تشكلان خطرا وعائقا وعقبة لفترة طويلة أمام ممارسة الأنشطة البحرية المينائية، ما يطرح التساؤل الكبير: هل أصبح ميناء الداخلة الذي يراهن عليه للعب أدوار طلائعية في تحريك العجلة الاقتصادية والتجارية للمدينة والمنطقة ككل، إلى محطة توقف السفن الغريبة، و المتقادمة، حتى أضحت الاستثمارات القطاعية في كف عفريت، جراء الوضعية الحالية للسفينة الأجنبية و أيضا لسفينة السوبيلاجيك؟