تتوفر جهة العيون – الساقية الحمراء، على بنيات مينائية تتمثل في ثلاث موانيء “العيون وبوجدور وطرفاية”، تستجيب للرهانات المستقبلية التي سطرتها المملكة، وخاصة من أجل تحقيق الإستراتيجية الوطنية للموانئ في أفق سنة 2030.
وتهدف الإستراتيجية الوطنية، إلى الرفع من فعالية الموانئ، وجعلها محفزة للتنافسية الإقتصادية ومحركا للتنمية الجهوية وفاعلة في تموقع المغرب، كمحطة لوجستية في الحوض المتوسطي عبر تحسين القدرة التنافسية للسلسلة اللوجستية، وتثمين الموارد وتأمين الإمدادات ومواكبة التغيرات الاقتصادية، وكذا ستمكن المملكة المغربية من الانفتاح على العالم انطلاقا من سواحله.
ميناء العيون، الذي تم تشغيله سنة 1986 لضمان وتوفير الإمدادات للأقاليم الجنوبية للمملكة، وكذا معالجة وتطوير الموارد السمكية في المنطقة، وعرف أشغال التوسعة الأولى سنة1991 و الثانية سنة 1997. وذلك بعد التزايد السريع المسجل في حركة العبور المينائي. كما شهد الميناء توسعة ثالثة سنة 2003 كلفت 220 مليون درهم، وتفضل جلالة الملك محمد السادس خلال زيارته لجهة العيون بتدشينه سنة 2006.
ويقع ميناء المرسى بالعيون، على مساحة أرضية تقدر ب 16 هكتارا، ومساحة مائية تصل إلى 33 هكتارا، ويأوي الميناء أسطولا مهما مكونا من 1350 وحدة تتوزع على 250 مركبا صنف السردين، و 180 مركبا للصيد بالجر و 30 مركبا للصيد بالخيط ، وحوالي 833 قارب صيد تقليدي، كما يتوفر الميناء على سوق سمك بمواصفات عالمية على مساحة 8600 متر مربع، ووحدات للصناعات السمكية، (التجميد و التعليب و صناعة زيت ودقيق السمك). ويعتبر ميناء العيون أول ميناء صيد في المملكة، من حيث المفرغات السمكية، بما يقارب 43 في المائة من المنتجات المصطادة التي تأتي من الصيد الساحلي. حيث سجل الرواج المتصل بتفريغ الأسماك خلال الشهور الأخيرة تطورا مهما خصوصا من حيث القيمة المالية.
وبذات الحهة يبرز ميناء بوجدور، الذي أنجز بغلاف مالي بلغ 379 مليون درهم، ويندرج ضمن مخطط المغرب الأزرق، والذي تتماشى مع إستراتيجية، “أليوتيس” والمخطط الوطني لتطوير أنشطة الصيد الساحلي، ويهدف إلى تحسين استقبال سفن وقوارب الصيد، والمساهمة في التنمية الإقتصادية والإجتماعية بالجهة، وخلق مناصب شغل وتثمين منتجات الصيد البحري.
ويعد ميناء بوجدور، مشروعا مندمجا بإعتباره يتوفر ، على حاجز وقائي رئيسي على طول 724 مترا وآخر عرضي على طول 260 مترا ورصيفين مجهزين، الأول بعمق 5 أمتار على طول 150 مترا والثاني بعمق 3 أمتار على طول 160 مترا، وأرصفة عائمة على طول 180 مترا لرسو قوارب الصيد. و يتضمن الميناء سوقا لبيع السمك بالجملة، من الجيل الجديد على مساحة تصل إلى 2500 متر مربع، ووحدات لتصنيع الثلج ووحدة لتسيير الصناديق الموحدة. ويمكن من إستقبال أكثر من 900 قارب للصيد التقليدي، بالإضافة إلى أساطيل الصيد الساحلي، من السردين و الجر و الخيط.
بدوره عرف ميناء طرفاية أشغال توسعة، من قبيل إنشاء حوض بحري جديد يستقبل سفن نقل المسافرين بين جزر الكناري وطرفاية، وهو مشروع مندمج مولته الخزينة العامة للدولة بكلفة إجمالية تجاوزت 476 مليون درهم، وسيمكن من الإنفتاح على التجارة الدولية للبضائع والركاب مع جزر الكناري. وعرف الميناء إعادة تأهيل الصيد التقليدي والساحلي، بحكم موقعه الجغرافي، و مساهمته في تحريك عجلة الاقتصاد المحلي والجهوي، وسيساهم في تفعيل برنامج “اليوتيس” ورؤية 2020 للسياحة والإستراتيجية الوطنية للموانئ، في أفق سنة 2030.
وفي هذا الصدد تتوفر جهة العيون- الساقية الحمراء، على عدد من قرى الصيد التابعة لنفوذها الإداري، وتستفيد من البرامج المسطرة ضمن الإستراتيجية الوطنية لتأهيل قرى الصيادين، حيث سيتم في هذا الإطار تعزيز التجهيزات التحتية بالعديد من المنشآت الجديدة الهادفة، إلى إعطاء دفعة قوية للنشاط الاقتصادي بالمنطقة واستثمار مؤهلاتها، لتستجيب للرهانات والأهداف المتوخاة ضمن هذه الإستراتيجية.