يسير ميناء المرسى بالعيون ليفتح فصولا من المواجهة بين مهنيي الصيد الساحلي والوكالة الوطنية للموانئ، على بعد أيام من إنطلاق الموسم الشتوي لصيد الأخطبوط، حيث بدأت تطفح على السطح من جديد مخاوف مهنية مصحوبة بالغضب، من إشكالية الإكتظاظ و الإزدحام، الذي يهدد حسب كثير من المهنيين مستقبل الميناء، وكذا الحالة المزرية والكارثية التي تعرفها مجاري الصرف الصحي، وما تسببه من روائح كريهة. وهو المعطى الذي سيكون له إنعكاس سلبي على مستوى الحركة الاقتصادية والتجارية التي تحدثها مراكب الصيد الساحلي بالمنطقة.
وبادرت الجمعية الجهوية لأرباب وربابنة وبحارة الصيد البحري بالعيون، إلى مراسلة المدير الجهوي للوكالة الوطنية للموانيء، من أجل إشعاره بقرب موعد موسم صيد الأخطبوط، وما تستدعيه الضرورة من إيجاد حلول مناسبة لمشكل الاكتظاظ والإزدحام بالحوض المينائي، و كذا مربع الصيد.
وعبرت الجمعية في نص المراسلة التي إطلعت جريدة “البحر نيوز“، على مضامينها، عن مخاوف وصلت حد القلق، بخصوص الخطر الذي سيواجه مجهزي المراكب وأطقمها البحرية في الأيام القريبة، عند عملية الولوج والخروج إلى الحوض المينائي وأثناء عمليات التفريغ، بسبب تواجد مراكب الصيد بالجر بالرصيف المخصص للتفريغ دون سبب مقنع.
وخلصت المراسلة إلى تنبيه إدارة الوكالة الوطنية للموانيء، بوضعية مجاري الصرف الصحي وما تسببه من روائح كريهة، مما يؤثر على جودة المنتوجات السمكية، بالإضافة إلى تعرض عدد من البحارة ورواد الميناء لأمراض تنفسية، ناهيك عن تسجيل عدد من الإصابات بسبب السقوط داخل بالوعات صرف المياه التي ظلت دون أغطية لسنوات.
وحسب تصريح مصدر مهني لجريدة “البحرنيوز“، فضل عدم ذكر اسمه، فإن تدني الخدمات بميناء المرسى، يكبح جماح نشاط مهنيي قطاع الصيد بكل أصنافهم، بسبب بطء أشغال الصيانة، وعدم الأخذ بالتنبيهات المتكررة للفاعلين المهنيين، الذين يراهنون على الرفع من قيمة جودة الخدمات بميناء المدينة.
وختم المتحدث كلامه، أنه مع استمرار الوضعية الراهنة، وعدم تجاوب المسؤولين مع مطالب التمثيليات المهنية، سيكون الحَكم هو تضرر نشاط الصيد البحري لامحالة بالمنطقة، لدى يطالب مهنيو المنطقة اليوم، بتقديم ضمانان قوية بخصوص هذه الوضعية التي يعيشها الميناء.
ودعت مصادر مهنية متطابقة، الوكالة الوطنية للموانئ إلى الجلوس إلى طاولة الحوار، وإلتقاط إشارات المهنين ومخاوفهم، بنوع من الجدية قبل فوات الأوان، مؤكدة في سياق متصل، أن تفعيل التواصل مع هذه المؤسسة، من شأنه أن يساعد على حلحلة المشاكل المطروحة.