لا حديث في أوساط مهنيي الصيد الساحلي صنف السردين هذه الأيام بميناء أكادير، إلا عن مركبين للصيد الساحلي تم بناؤهما من الفولاد، حيث دخلا إلى الخدمة بميناء أكادير، إذ عاينت البحرنيوز الإهتمام الكبير الذي يحظى به مركبا ”العلوي-2 و”البديع“، في الأوساط المهنية، لتميزهما على مستوى الشكل، وكذا لإختلاف مكوناتهما، التي أصبحت على درجة عالية من التطور.
وحسب ربان المركب “العلوي” الذي زارته البحرنيوز، فإن التوجه نحو العصرنة وتقديم نمودج جديد من مراكب الصيد الفولادية، هو يأتي لإضفاء إشعاع أكبر على قطاع الصيد الساحلي صنف السردين، حيث تحكمت مجموعة من الخصوصيات في الصناعة والبناء، التي شكلت محط توصيات مهنية للصانع، لجعل المركب على قدرة كبيرة من التحمل. فيما أشار ذات المصدر، أن الصناعة إستحضرت كرامة العنصر البشري وسلامته المهنية، حيث تم توفير ظروف الراحة سواء على مستوى النوم، والأكل، وكذا الراحة، إلى جانب تحسين ظروف الإشتغال، بتخفيف معاناة البحار في التعاطي مع المصيدة وكذا الشباك، أو رفع الأسماك، ناهيك عن سرعة وسلاسة التعامل مع عملية الصيد.
وتم تزويد المركب بمجموعة من الأنظمة، التي تساعده على المناورة السريعة، وكذا التحرك السليم، والتوازن الصامد حتى في أحلك الظروف الجوية، دون إغفال أن الطريقة التي تم بها تدبير شكل المركب وحمولته الإجمالية، تمت بشكل على درجة عالية من التركيز. وتحكمت فيها عملية حسابية دقيقية، كانت اللغة الفاصلة في توزيع مساحة المركب، وتدبيرها، لتجعل المركب على درجة مهمة من الرشاقة والخفة، والتحرك السليم، وكذا إقتصاد الطاقة. وهي كلها معايير تعد محط إهتمام مهنيي الصيد الساحلي. هؤلاء الذين يراهنون على صيد يحترم معايير السلامة، وسلاسة الاستعمال، الممزوج بالإقتصاد في الطاقة لضمان إرتفاع في المردودية.
وفي وقت شدد فيه طاقم مركب “العلوي-2” من بحارة وميكانيكين وربان، على أهمية هذه الخطوة التي كلفت أزيد من ملياري سنتيم للمركب الواحد، في إتجاه العصرنة وتجويد عمليات الصيد، وضمان الحصول على مصطادات على درجة مهمة من الجودة، يبقى سؤال الحصص المخصصة لهذا النوع من المراكب محط أسئلة عميقة، وكذا ملف التثمين الذي يطرح إشكالا كبيرا، في وقت إرتفعت فيه كلف الإنتاج بشكل رهيب، حيث أن رفع أثمنة السردين أصبحت تكتسي طابع الإلحاح، لمسايرة الجهود المبدولة من طرف المجهزين ومعهم الأطقم البحرية.
ويمتد طول المركب على قرابة 27 مترا ويزيد عرضه عن 7 أمتار، تم بناؤه بأحد أوراش ميناء الوطية بطانطان، إد سرعان ما تلمس الإختلاف في شكل المركب، وكذا على مستوى تجهيزاته وهندسته، حيث تم إعطاء عناية خاصة لقمرة القيادة، التي أصبحت شبيهة بالمراكب الأوربية، أو سفن الصيد في أعالي البحار وسفن RSW، لكون المركب أصبحت لديه القدرة على التسيير الآلي للكثير من الوظائف على مستوى المركب. فلن تمل العين من مشاهدة عدد الشاشات المتنوعة والمختلفة المهام، إلى جانب تدبير الفضاء على مستوى هذه الغرفة الحساسة بالمركب. إذ هناك مكان للجلوس مزود بأرائك، وكذا غرفة للنوم تخص الربان، إلى جانب حمام ومرحاض من الطراز الرفيع.
وما أن تتسلق السلم نزولا إلى الطابق الأول تجد هناك مطبخا شاسعا مصنوعا من مادة الإنوكس بجانب قاعة الأكل، التي يبلغ طولها قرابة أربعة امتار، وعرضها يزيد عن الثلاثة. تم تزويدها بكراسي مغلفة بشكل يمنع برودة المكان، وكذا تدويرها بموائد مستطيلة الشكل. حتى أنها حولت الفضاء لمكان للتجمّع والتغدية والنقاش، بإعتبارها تتسع للطاقم بأكمله. وغير بعيد عن هذا الفضاء وفي الطابق الثاني، هناك أسرة البحارة (Couchette)، التي يقارب عددها الأربعين، تم تفصيلها من الخشب وتفريش أرضيتها بمواد غير قابلة للأنزلاق، وهي مزودة ببعض التجهيزات، لاسيما مقابس الكهرباء لشحن الهواتف، أو الحواسب وكذا ترقيم خاص يرمز لكل بحار ضمن طاقم الصيد.
وفي أسفل المركب تتموقع غرفة المحرك هذا الأخير الذي يتميز بقوة دفع قوية، وهو مزود بالكثير من المعدات التقنية، فيما تم إعداد “العنبر” أو غرفة تخزين الأسماك لحمل أزيد من 5000 صندوق، بشكل تم تدبيره بعناية. هذا في وقت تم تزويد هذا المركب الفولادي الجديد، الذي يعد قفزة في مجال الصيد الساحلي، بثلاث رافعات بأنظمة هيدروليكية، إحداها لرفع الأسماك وأخرى لرفع البولي لإطلاق ورفع الشباك. فيما تم وضع رافعة أخرى في مؤخرة المركب، لرفع قارب الصيد. دون إغفال مجموعة من المعدات الأخرى التي لايتسع المقال لإبرازها بالتفصيل. وسنعود إليها في متابعة قادمة.
خبر يثلج الصدر.نتمنى تعميم هذه التجربة على الصعيد الوطني.وكما يتم تحديث الاسطول يجب تحديث العقليات ومحاربة الأمية داخل القطاع.
خير دليل على ذلك هو تصريح أحد الأشخاص غير المطلعين ، لا داعي لذكر اسمها.ان هذا النوع من المراكب يمتلك deux hélices واحدة فالقدام وواحدة فاللور…….والعصرانية…..