أعلن المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري عن إطلاق مرحلة جديدة من التنقيب، وتقييم مخزون الموارد الساحلية ذات الأهمية التجارية، والقابلة للاستغلال في المنطقة الممتدة بين الفنيدق والجبهة بالبحر الأبيض المتوسط. وذلك تفاعلا مع متطلبات المهنة وكذا إدارة الصيد البحري في فتح مصايد جديدة بالمنطقة.
وأوضح محمد الإدريسي الملولي المدير الجهوي للمكتب الوطني للصيد البحري بطنجة أن هذه العمليات الإستكشافية كان من المنتظر أن يتم الشروع فيها إنطلاقا من يوم غد الثلاثاء 15 مارس 2022، غير أن الظروف الجوية السيئة التي تجتاح السواحل المتوسطية، أخرت الإنطلاقة الفعلية إلى موعد لاحق ، خصوصا وأن برنامج هذه العملية الإستكشافية سيمتد إلى غاية شهر يوليو 2022.
وسيعمل فريق من الخبراء والباحثين بمعهد INRH بإجراء مسوحات في البحر، وذلك بتوجيهات ومواكبة من الأطقم البحرية ومهنيي الصيد بما يضمن ربح الوقت ، لاسيما وأن هذه الأبحاث هي تستهدف قطاع الصدفيات وبعض الموارد الساحلية من غير الأسماك. وهي الموارد التي عادة ما يكون تواجدها مؤطرا ومحصورا في بعض المناطق المعنية. حيث يراهن خبراء المعهد على عدم الوقوع في تجربة السنة الماضية، إذ كان أطر المعهد يشتغلون في مناطق مفتوحة وشاسعة عقّدت من مأموريتهم العلمية.
وسيتم في برنامج هذه السنة الإشتغال وفق مقاربة تنبني على حصر المساحات المستهدفة في الدراسة، إنطلاقا من المعطيات الأولية، التي توفرها الأطقم البحرية النشيطة بالمنطقة، والعارفة بخبايا السواحل المحلية، لتطوير هذه المعطيات والقيام بمسوحات بالمناطق المستهدفة، لدراسة مدى توفرها على موارد بحرية قابلة للاستغلال التجاري. وإذ وبعد كل خرجة برفقة المهنيين، ستقوم شبكة التنقيب وفقًا لـقياسات الأعماق والإحداثيات، بإنشاء مقاطع للمواقع التي يُحتمل أن تكون غنية بالأصناف القابلة للإستغلال لإخضاعها لدراسات معمقة.
وتتطلب هذه العملية إجراء مسوحات قياس الأعماق، بالمناطق المعنية. حيث أفاد المعهد أن نجاح هذا البرنامج يتطلب دعما دائما من الصيادين، المطالبين بمواكبة الفرق العلمية، وتوفير ظروف النجاح بالمناطق المحددة. حيث أن إنخراط مهنيي الصيد كان له الأثر الإيجابي، في تفعيل وإنجاح جانب مهم من الأبحاث الإستطلاعية، التي تم القيام بها السنة الماضية، والتي ركزت على تتبع بعض المصايد من قبيل (كاميليا غالينا) و خيار البحر (holothuria sp ) و الموريكس) bolinus brandaris) وهي الأنواع التي يراهن الفاعلون المهنيون المحليون على استغلالها إلى حانب أنواع أخرى.
ويعول المعهد على تفاعل المهنيين وممثلي قطاع الصيد البحري في إنجاح المرحلة الجديدة ، من خلال عقد لقاءات لتقديم و مناقشة خطة عمل، لإنجاز هذه الخطوة. لاسيما في ظل إتساع مساحة منطقة الدراسة، وتنوع تقنيات الصيد للموارد البحريةالمستهدفة.