وأوضح البرفسور سمير زهري في تصريح اوردت تفاصيله وكالة المغرب العربي للأنباء بالدار البيضاء ، أن هناك ثلاثة أصناف من السيرينيين، التي اختفت منها أطرافها الخلفية ، في حين أن السيريني المكتشف في الداخلة كان له أطرافه الأمامية والخلفية. وهو سلف السيرينيات الحالية. حيث أطلق علماء الحفريات الذين اكتشفوا هذا النوع الجديد من السيرينيين اسم Dakhlasiren marocensis لتحديد مكان الاكتشاف (الداخلة في المغرب) ولتصنيف طبيعة الحيوان (Sirenian). والذي يعود إلى الحقبة الجيولوجي للعصر الأيوسيني الأعلى، أي منذ 35 إلى 40 مليون سنة.
واكد رئيس قسم الجيولوجيا بكلية العلوم عين الشق بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء أن هذا الاكتشاف الجديد للسيرينيين جنوب الداخلة مهم جدا لفهم كيفية انتشار هذه الحيوانات، التي هي من أصل إفريقي (من سلالة الفيلة)، بمختلف أنحاء العالم. في حين أن الحيتان والسيرينيين كانت في الأصل حيوانات برية تكيفت بعد ذلك مع الحياة في بيئة مائية، فإن دراسة الحفريات تجعل من الممكن متابعة وفهم كيفية إجراء هذا التكيف مع التغييرات الفسيولوجية للتكيف مع طبيعة هذه الحياة الجديدة . وهذا مهم جدا لدراسة وتتبع تطور هذا النوع من الحيوانات مع مرور الوقت.
وبخصوص الدروس التي يمكن استخلاصها من هذا النوع من الاكتشافات بخصوص التراث الحفري المغربي، أضاف المصدر الخبير أن هذا الإكتشاف يعزز موقع المغرب كواحد من أغنى البلدان في الحفريات. منبها في ذات السياق إلى إشكالية التهريب غير مشروع لهذه الحفريات التي يتم شحنها خارج المغرب. ولسوء الحظ، هناك رواسب للحفريات اختفت مع هذه الأنشطة غير القانونية.
ودعا البرفسور إلى إنشاء متاحف للحفريات في العديد من مدن المغرب لإبراز التراث المهم الذي تزخر به المملكة في هذا المجال وكذا طبيعة ثروتها الجيولوجية الضخمة. مشددا في ذات السياق على أنه بات من الضروري تعزيز الترسانة التشريعية لحماية التراث الحفري، وتكثيف مكافحة الاتجار غير المشروع ببقايا الحيوانات فضلا عن التحسيس بأهمية الحفاظ على هذا الثراء الثقافي النادر.
وتعد الحيوانات السيرينية ثدييات بحرية آكلة للأعشاب تشمل خروف البحر (lamantin) والأطوم (dugong) والتي تعيش اليوم في المناطق الاستوائية ، على ضفتي إفريقيا والمحيط الهادئ. وهي اليوم الثدييات البحرية الوحيدة التي تتغذى على النباتات، والثدييات العاشبة الوحيدة التي أصبحت مائية على وجه الاستثناء.