أعاد النقاش المطروح حول الغراريف البلاستيكة إسم محمد بادير إلى الواجهة بحاظرة سوس، وهو واحد من المهتمين بمصيدة الأخطبوط بإعتباره حاملا لأحد المشاريع التي تم تقديمها للوزارة الوصية قبل سنوات خلت، من اجل إعادة بناء أرصدة صنف الأخطبوط، خصوصا مع الأزمة التي تعرفها هذه المصيدة في الآونة الاخيرة، والتي فرملت نشاط الصيد بأربع قرى للصيادين بالداخلة، كما كان لها الأثر السلبي على قطع أرزاق الأف من البحارة .
ورمت الكاتبة العامة لقطاع الصيد البحري زكية الدريوش في مداخلة لها ضمن إحدى الورشات بأكادير بالكرة في ملعب غرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى ، من اجل التفكير في مشروع مندمج ومتكامل، بخصوص إعتماد القوارير الطينية، لاسيما في ظل الوعي الحاصل في الوسط المهني لحظر إستعمال الغراريف البلاستيكة، حيث سيكون على هذه الغرفة وبمعية المهنيين وضع خارطة طريق تشكل أرضية لمنع الغراف البلاستيكي على المستوى الوطني ، وهو ما يفتح الباب للإستفادة من خبرة محمد بادير الذي إرتبط إسمه بالغراف الطيني مند ثمانينيات القرن الماضي ، حيث يعتبر الرجل من أوئل الباحثين المغاربة الذي إهتموا بالغراف الطيني وكانت له تجارب على مستوى سواحل سوس.
وكان محمد بادير قد أكد في تصريح سابق إ ضمن حوار أجرته مع البحرنيوز سنة 2019، أن لديه مشروع متكام لتثبيت ووضع قوارير مصنوعة من الطين في قاع البحر بصفة نهائية، كشعب اصطناعية، وملاجئ لإناث الأخطبوط في مرحلة الوضع، حيث سبق وأن نجحت هذه التجربة باليابان في اختبار مثل هذه الإجراءات بشكل كبير.
ويشدد الخبير في مصايد الأخطبوط، على ضرورة اعتماد إجراءات إدارية سليمة تستهدف مخزون الأخطبوط، من خلال حظر استعمال و استخدام القوارير البلاستيكية، من طرف الصيد التقليدي. و في مقابل دلك تمنح للقوارب التقليدية إمكانية استعمال قوارير طينية، بأعداد محددة، في حدود 120 وعاء طيني لكل قارب تقليدي، تستعمل في رحلات صيدهم بمصيدة الأخطبوط. على أن يتم وضع مئات الألاف من القوارير الطينية، في قاع البحر في نفس مناطق الصيد المستغلة، التي تضم أمكنة التوالد من 0 إلى 12 ميل، على أن يكون العدد أكبر بعشر مرات عن العدد، الدي تستغله القوارب التقليدية.
وشدد الأستاذ الجامعي محمد بادير في مشروعه لاستعادة مخزون الأخطبوط في بيئته البحرية الطبيعية، على أن إجراءات غرس قوارير طينية في القاع البحري، هي فعالة، لأنها تمنح إناث الأخطبوط في مرحلة وضع البيض فرصة أفضل، للبقاء على قيد الحياة، في مقابل تدني احتمالات صيدها بمعدل بقاء يصل الى 90% . هذا إضافة إلى أن ذات القوارير المرمية في قاع البحر بشكل نهائي تشكل مساكن، بل ملاجئ كحماية من الكائنات المفترسة. بل وأكثر من دلك فالقوارير الطينية قابلة للكسر، بشكل يسهل مهمة خروج الأخطبوط من داخلها.
وأشار الخبير في قطاع الرخويات أيضا في حديثه للبحرنيوز إلى ضرورة وضع القوارير الطينية في القاع البحري بطرق مختلفة، وحسب طبيعة الوسط البحري، هل هو موحلا أو صخريا أو رمليا. وتوازيا مع دلك يوصي بادير، بمنع الصيد بالجر الساحلي وأعالي البحار وكدا استهداف الأسماك الصغيرة دون الحجم القانوني، ما بين 0 وإلى غاية 12 ميلا بحريا في الأماكن المحمية.
ولأهمية هذا الموضوع وآنيته ، نعود من جدبد لنشر الحوار الذي أجريناه مع محمد بدير سنة 2019 بإخراج جديد :