رمضان يضفي لمسة روحانية على رحلات الصيد التقليدي بالسواحل المتوسطية

0
Jorgesys Html test

يواصل مهنيو الصيد التقليدي ممارسة انشطتهم البحرية بالسواحل المتوسطية خلال شهر الصيام، بصدر رحب رغم الإختلافات البسيطة التي تدخل على برنامجهم اليومي وكذا النظام الغذائي والتعبدي خلال هده الفترة من كل سنة.

وإعتبر عدد من البحارة في تصريحات متطابقة للبحرنيوز، أن الصيام لا يمنعهم من الاستمتاع برحلات الصيد، بل على النقيض من ذلك فأيام الصيام تضفي صبغة روحانية، تطفو على الحركية المهنية والعملية، وقت ممارسة أنشطتهم البحرية بعرض السواحل البحرية.

فلكل مهنة هيكلها وطريقة عملها يوضح عبدو أحد بحارة قطاع الصيد التقليدي بالحسيمة، غير أن عملية الإبحار خلال شهر الصيام، تتخللها مجموعة من الضوابط المهنية المتعارف عليها في المنطقة، إذ يبقى على مهنيي الصيد التقليدي الإلتزام بها وإحترامها.

وينطلق يوم الصيادين بإستباق موعد الإنطلاق في رحلة الصيد بساعتين على الأقل، تتيح اقتناء ما تجود به الأسواق المحلية من مواد غذائية – الكاشطي-  التي تشتهيها أعين البحارة.  فمن هؤلاء يبرز البحار عبدو، من يكتفي ببعض المؤكلات المطهوة في المنزل، ومنهم من يضيف عليها، ومنهم من يكتفي بالمواد الغدائية المتوفرة في السوق المحلية فقط.

وينطلق بحارة الصيد في رحلة بحرية على متن قواربهم التقليدية في تمام الساعة العاشرة صباحا، بحثا عن ما ستجود به السواحل المحلية، حيث ترمى شباك الصيد مصحوبة بالصلاة والتسليم على النبي، في انتظار ولوج سمك الإسبادون داخل الشباك الصيد. وهي فترة سانحة تسمح لبعض البحارة تلاوة القرآن أو التدبر في خلق الله والإبتهال للخالق ومناجاته، فانت تتأمل في السماء، والبحر، والرياح، والجبال حيث تتجلى قدرة الله وجبروته، وكذا رحمته بقاربنا الصغير الذي تتقادفه الأمواج .. يقول عبدو في إفادته للبحرنيوز.

وأضاف البحار الحسيمي في مسترسل حديثه، ان البحارة يفرشون مأكولاتهم من حليب وتمر وشباكية وكذا مأكولات تستجيب لخصوصيات الشهر الفضيل. حيث يتم الإعتماد على وجبات خفيفة، مع تجنّب الوجبات الدسمة، التي تسبب التخمة والخمول. وذلك في نتظار وقت مغيب الشمس.  حينها يجتمع البحارة على مائدة الإفطار.  ليتوجهوا بعدها إلى إقامة الصلاة بشكل فردي، لكون سعة القارب لا تستوعب لإقامة صلاة جماعية، خصوصا وأن كل “فولكة” قد تضم مابين 3 إلى 4 بحارة على حسب سعة القارب.

وإبان عبدو أن الإضطرابات الجوية المعروفة في الأوساط البحرية المتوسطية ب “تينبو”، قلصت بشكل كبير من عدد أيام الإبحار، التي لم تتجاوز منذ بداية شهر الصيام من 3 إلى 4 رحلات بحرية، مبينا في ذات الصدد، أن وقت رحلة الصيد يتحكم فيها مبدأين، أولهما الأحوال الجوية السيئة، التي تفضي إلى اعتزال البحارة العمل والرجوع للميناء. وثانيهما انتشار المنتوج السمكي، الذي بفضله يعتزم البحار المكوث في عرض السواحل البحرية الى حدود 3 أيام أو أكثر، وهي العملية المعروفة ب “ترنو” .

وأشار ذات البحار أن حجم المنتوج السمكي من الإسبادون، خلال آخر رحلة صيد، قام بها أسطول الصيد التقليدي بالسواحل البحرية للحسيمة، كان محدودا جدا. فيما تراوحت القيمة المالية لأبوسيف بين 70 و 80 درهما للكيلوغرام الواحد. فيما يتطلع المهنيون إلى تحسن الأحوال الجوية، وإستقرار السواحل. وهو ما سيتيح الفرصة أمام بحارة الصيد التقليدي للإنطلاق بكل ثقة، في إتجاه المصايد المحلية،  على أمل جلب صيد وفير ينعش تجارتهم البحرية، قبل حلول عيد الفطر.

Jorgesys Html test Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا