تدوق المئات من الأشخاص من ساكنة وضيوف مهرجان عيد البحر بآسفي أمس السبت 20 يوليوز 2019 سردين المدينة، في فضاء أقيم خصيصا لهذا التدوق تحت إسم مهرجان “اللمة” لتدوق السردين المشوي ، والذي إمتد على مساحة مهمة على مقربة من مركز الفرز بميناء المدينة. وذلك بحضور عامل الإقليم ورئيس الغرفة الأطلسية الشمالية ورئيس المجلس الجماعي إلى جانب منظمي وضيوف المهرجان، حيث حل ضيوف المهرجان ضيوفا على مهني صيد الأسماك السطحية الصغيرة.
وتعد “اللمة” بحمولتها الإجتماعية ودلالتها القوية على الكرم الذي يميز المغاربة عموما وحاضرة عبدة خصوصا، مناسبة يراهن من خلالها المنظمون على إبراز رمزية المكانة القوية للسردين ضمن تجليات هوية المدينة. هذه الاخيرة التي ظلت تنعث بعاصمة السردين. حيث الكل يجمع على إستمرار اللمة كتقليد سنوي. فقد نوه زوار “لمة الشواية” التي إمتدت على فضاء واسع على مقربة من رصيف الصيد ، بالفكرة، خصوصا أنها فسحت المجال لزوار المدينة لزيارة الميناء، والإطلاع على مكوناته، فضلا عن تناول وجبة غنية غدائيا وكذا ثقافيا وثراتيا، بعدما رافقتها إيقاعات محلية إمتزجت فيها الحداثة بالأصالة، في سياق فرجة عمدت إلى تنشيط الذاكرة، التي استعادات امجاد فسيفساء من البحارة والربابنة والمجهزين في إلتفاثة تكريمية . هؤلاء الذين طبعوا الساحة البحرية المسفيوية .
مدير كمال رئيس جمعية تغالين المنظمة للحدث، أكد أن مجمع اللمة حول شواية السردين، هو تقليد يراد من ورائه إعادة الإعتبار للثراث اللامادي المحلي، حيث ظلت الشواية المسفيوية مصدر فخر للمنطقة، وإشعاعا ثقافيا وغذائيا وسياحيا بآسفي. هذه المدينة التي تمتاز بهذا النوع من الاختصاص، حيث تعد الشواية ثراث محلي يجب تثمينه. وأكد رئيس الجمعية أن المدينة اليوم، لها أن تفخر بهذه اللمة، التي عرفت شي طنين ونصف من السردين، فيما عرفت حضور ما يفوق 2000 شخص تدوقوا السردين المحلي، تقدمهم عامل الإقليم والمسؤولين المحليين ورئيس الغرفة الأطلسية الشمالية إلى جانب العارضين وزوار المدينة.
وحتى وإن ظل يقال عن المدينة بأنها فقدت بريقها على مستوى السردين، بعد تقهقر عدد وحدات التصبير لأرقام مخيفة، فإن الأرقام المقدمة تؤكد إستمرار نشاط المصايد، حيث الأطنان تجلب يوميا من طرف مراكب الصيد، فمنها ما يجد طريقه نحو المدن الداخلية، ومنها ما يوجه للسوق المحلي وكذا وحدات التصبير. إذ تؤكد الأرقام الصادرة عن جهات رسمية، أن مجموع مفرغات السمك الأبيض والسمك السطحي والقشريات والرخويات والطحالب البحرية بميناء آسفي، قد بلغت في سنة 2018 ما مجموعه 41850 طن بقيمة مالية في حدود 290 مليون درهم. وهو ما يعكس تراجعا طفيفا في حدود 0.15 في المائة، وإرتفاع على مستوى القيمة قدره 8.86 مقارنة مع سنة 2017 ، التي كانت قد عرفت تفريغ 41913 طن بقيمة مالية في حدود 266.4 مليون درهم.
وبين هذه المفرغات تبرز الأسماك السطحية الصغيرة، التي عرفت تفريغ ما مجموعه 36364 طن، قيمة مالية في حدوةد 101 مليون درهم إلى حدود نهاية دجنبر 2018، مقابل تفريغ 36217 طن بقيمة مالية 87.3 درهم سنة 2017. وهو ما يعكس إرتفاعا بنسبة 0.17 في المائة على مستوى الحجم و15.69 بالمائة على مستوى القيمة . حيث سلكت 20 في المائة من هذه المفراغات وجهة التصبير إذ هناك 20 وحدة تصبير تنشط بالمنطقة، فيما كان نصيب السوق المحلي حصة الأسد ب 80 في المائة في السنة الماضية.
ويبلغ طول الساحل البحري لأسفي ما مجموعه 120 كلم، فيما يضم أسطول الصيدالمسجل بميناء أسفي إلى غاية نهاية دجنبر 2018، 1651 وحدة، ضمنها 1267 قارب للصيد التقليدي، 72 مركبا لصيد السردين و118 مركبا للصيد بالجر و 194 مراكبا للصيد بالخيط ، فيما تؤكد الأرقام أن وحدات الصيد النشيطة إلى حدود سنة 2018، هناك 1035 وحدة تتفرع ل 895 قارب صيد تقليدي، و48 مراكبا لصيد السريدن و43 مراكبا للصيد بالجر و49 مراكب للصيد بالخيط.