آسفي تزرع الروح في السفينة الشراعية راع الثانية بمناسبة الاحتفال بالذكرى 59 لعيد الاستقلال

0
Jorgesys Html test

مجسمبمناسبة الاحتفال بالذكرى التاسعة والخمسين لعيد الاستقلال تم أمس الثلاثاء بمدينة آسفي إقامة مجسم للسفينة الشراعية راع الثانية التي أبحرت قبل 45 سنة من ميناء آسفي نحو سواحل أمريكا الجنوبية وعلى متنها ثمانية أفراد من جنسيات وديانات مختلفة، من بينهم المغربي ابن مدينة آسفي المدني أوهني.
وقد أشرف السيد عبد الفتاح لبجيوي والي جهة دكالة عبدة وعامل عمالة إقليم آسفي على وضع هذا المجسم الذي يبلغ طولة حوالي ثلاثة أمتار ومزين بإعلام بلدان الأشخاص التي شاركوا في الرحلة، بمدار ساحة الاستقلال القريبة من ميناء آسفي الذي انطلقت منه هذه المغامرة البحرية الخالدة في الخامس من ماي 1970.
فوسط كرنفال شعبي عارم جاب ساحة الاستقلال وشاركت فيه أزيد من 30 جمعية مدنية ومهنية وجمهور غفير من المواطنين والمواطنات، أزيل الستار عن هذه المعلمة التي أصبحت جزء من تاريخ مدينة أسفي على الخصوص والمغرب بوجه عام.
وقال صاحب فكرة إنجاز هذا المجسم عبد العزيز المودن في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن تنصيب هذه المعلمة، بمناسبة احتفال الشعب المغربي بعيد الاستقلال، يعد لحظة هامة بالنسبة لساكنة آسفي وللمغاربة أجمعين من حيث رمزيتها التاريخية بما تجسده من روح للتعاون والتآخي والتضامن بين مختلف شعوب العالم والتلاقح الثقافي والتواصل والتسامح مع مختلف الثقافات والديانات عبر المعمور.
وأضاف المودن وهو عضو منظمة المواطنة والدفاع عن الوحدة الترابية أن إخراج هذا المجسم الذي تطلب حوالي شهرين من العمل، إلى حيز الوجود، قد تم بفضل تظافر جهود عدد من الفعاليات منها أساسا ولاية جهة دكالة عبدة والمندوبية الإقليمية لوزارة الثقافة مضيفا أن الغاية من إقامته تتمثل أساسا في هاجس ترسيخ الانفتاح لدى الأجيال المتعاقبة وتشجيعها على التبادل الثقافي والتواصل مع الشعوب من أجل العمل المشترك خدمة للسلم العالمي.
ومن جانبه عبر السيد المدني المشارك في رحلة راع 2 التي خطط لها ونفدها العالم النرويجي الراحل تيور هيردال عن اعتزازه بهذه اللحظة التي تعيد له ذكرى السفينة الشراعية وهي تمخر عباب المحيط الأطلسي وسط الأمواج العاتية في اتجاه القارة الأمريكية بمشاركة مغربية.
وأوضح في تصريج مماثل أنه عندما قرر المشاركة في هذه الرحلة ووطأت قدماه أرضية السفينة لم يعد يفكر في منصبه – حيث كان يشتغل آنذاك مديرا لاحد الفنادق الكبرى بآسفي – ولا في أي شيء آخر سوى في أن يظل اسم المغرب خالدا في تاريخ المغامرات والرحلات البحرية الكبرى في العالم.
وقال مدني أن رحلة (راع 2) التي قادها العالم النرويجي هيردال وقطعت ستة آلاف و400 كلم بحرا في 57 يوما، قد أثبتت للعالم أن اكتشاف القارة الأمريكية كان حدثا يعود إلى آلاف السنين ولم يبدأ مع الرحلة الاستكشافية لكريستوف كولومبوس موضحا أن قصب البردي الذي صنعت منه السفينة هو نفسه المتواجد في كل من مصر الفرعونية وفي بلدان أمريكا خاصة المكسيك وكذلك الأمر بالنسبة للأهرامات المتواجد في القطرين بالإضافة إلى أواني الخزف المصنوعة في آسفي والتي تم العثور عليها في قاع المحيط.
وأشار إلى أن الراحل هيردال استطاع اثبات هذه المعطيات بفعل البحوث الاستكشافية التي قام بها لعدة سنوات في هذا المجال والتي رسخت له فكرة أن الفراعنة قاموا برحلات من مدينة آسفي نحو أمريكا قبل آلاف السنين.
وتم بهذه المناسبة أحياء أمسية فنية بمدينة الثقافة والفنون شاركت فيها مجموعات غنائية من الدار البيضاء وآسفي كما تم عرض الشريط الوثائقي راع 2 الذي يظهر سفينة راع 2 منذ بداية تصميمها وبنائها بقصب البردي بمدينة آسفي بنفس الطريقة التي كان الفراعنة والفينيقيون يبنون بها سفنهم في ذلك العصر إلى غاية وصولها إلى جزر أمريكا اللاتينية مرورا بالمشاق والمصاعب وتقلبات الأمواج العملاقة للمحيط الأطلسي.

المصدر:وكالة المغرب العربي للأنباء

Jorgesys Html test Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا