تواصل علاقة الشراكة والتعاون التي تربط ميناءي أسفي المغربية ولوريون الفرنسية، تطورها في إتجاه النضج، خصوصا على مستوى تصدير الأسماك صوب المدينة الفرنسية، حيث تم يوم السبت 28 يناير 2018 تصدير شحنة جدية من الأسماك المتنوعة، والتي تعد الأولى من نوعها خلال السنة الجديدة.
وتأتي الشحنة الجديدة لتؤكد مدى تمسك المهنين بكلا الميناءين بأهمية مواصلة التحدي، في إتجاه إنجاح هذا النوع من المبادلات الذي يهم الأسماك الطرية، والتي ظلت مستعصية على المصدرين المغاربة، بسبب بعد المسافة وإرتفاع تكاليف التوصيل، دون إغفال موجة الغلاء التي تعرفها الأسماك المغربية ، ما جعل من تصدير الأسماك نحو الديار الفرنسية يعرف نوعا من التقهقر، بل يعد ضعيفا مقارنة مع حجم العلاقة التي تربط البلدين.
وحسب الهاشمي الميموني رئيس اللجنة المشتركة بين ميناءي آسفي ولوريون والمكلف بملف التبادل التجاري داخل اللجنة ، فإن تصدير الأسماك من آسفي إلى لوريون قد تم إستئنافه يوم السبت الماضي، بعد أن كان قد إعتراه نوعا من التأخير الناجم أساسا ، عن سوء الأحوال الجوية، وما نتج عنها من توقف اضطراري لمهني الصيد البحري بالميناء. مستطردا أن شحنة تزن 600 كلغ من الأسماك، هي في طريقها إلى لوريون على متن شاحنة للنقل الدولي، وذلك عبر مدينتي شيبلية ومدريد الإسبانيتين.
ويراهن المصدرون المغاربة حسب الميموني، على الرفع من حجم المنتوجات البحرية المصدرة خلال سنة 2018، لتصل إلى طنين من الأسماك، بدل حجم 600 كلغ، الذي لا يستجيب لتطلعات الطرفين، خصوصا في ظل موجة الغلاء الذي تعرفه المنتوجات البحرية في الأسابيع الآخيرة، وكدا التكلفة المالية التي تتطلبها رحلة المنتوج في إتجاه لوريون. وهو ما جعل المصدرين المغاربة يعبرون عن تفاءلهم بمستقبل العلاقة التي تربطهم بالموردين الفرنسيين، في ظل الإشادة التي حصدها المنتوج المغربي من طرف التجار والمستهلكين الفرنسيين على السواء .
وتعد التجربة المسفيوية حسب المتتبعين، نموذجا للتعاون البيمهني المغربي الفرنسي، الذي يبقى في حاجة إلى رعاية مختلف الأطراف المتدخلة، وتوفير المناخ الذي يشجع على الدفع بمثل هده العلاقات نحو النجاح والتطور، ضمانا للرقي بصادرات المنتوجات البحرية المغربية إلى السوق الفرنسية، إلى ما يتناسب والعلاقة الثنائية التي تربط البلدين الصديقين. وهو ما يتطلب نوعا من التحلي بالصبر على المستوى المهني، والتدبير الجيد من أجل تطوير الشراكة في مجموعة من المجالات بين الميناءين رغم ما تعترض العملية من تحديات وإكراهات.
