لا حديث في الأوساط المهنية بالجنوب إلا عن الوفرة التي تبصم عليها مختلف الأساطيل بالمصيدة الجنوبية ، حيث تؤكد كل المؤشرات أن الكوطا الموسمية المعتمدة لثلاثة أشهر، سيتم إستنفاذها في عشرة ايام على اقصى تقدير ، إنسجاما مع الأرقام المعلنة في الأيام الثلاثة الأولى من الموسم.
وحسب ما يتم تداوله فعدد مهم من قوارب الصيد التقليدي على مستوى قرى الصيد بالداخلة وبوجدور ، أصبحت على مشارف إستهلاك الكوطا المحلية، فيما إقترب الصيد في أعالي البحار من إستنفاذ نحو 30 في المائة من كوطته ، حسب المعطيات المتوفرة. وهو ما يطرح الكثير من الأسئلة بخصوص مستقبل هذا الموسم ، لاسيما وأن الأصوات بدأت ترتفع بتدارك ما يمكن تداركه قبل فوات الآون.
وتسود مخاوف في صفوف المهتمين بالجنوب من أن يتكرر سيناريو الموسم الشتوي للسنة الماضية، عندما أصبحت السفن تضطر للتخلي عن مصطاداتها من الأخطبوط ، لضمان صيرورة الموسم، المرتبط بهذا الصنف الرخوي. إذ دعت جهات مهنية الإدارة الوصية إلى إعلان كوطا إضافية تعيد التوازن للموسم، وتنجح تدبيره بشكل يساير خصوصاية وواقع المصيدة .
مصادر مهتمة أكدت للبحرنيوز أن واقع المصيدة يؤكد اليوم، أن القرار الشتوي جنوب سيدي الغازي، تحكمت فيه معطيات تجارية بالدرجة الأولى أكثر من المؤشرات البيولوجية والعلمية ، وهو ما يؤكد أن التقشف الحاصل في الكوطا، هو لفسح المجال للشركات المصدرة لربح مزيد من الوقت في تدبير مخزونها ، وإيجاد فرصة للتصريف بأثمنة تنافسية، لفسح المجال أمام المصطادات الجديدة لإيجاد دورها في التصدير.