أخطبوط .. حالة من الترقب والتوجس تسيطر على الوسط المهني بعد تأخر إعلان الزيادة في الكوطا الشتوية

حالة من الترقب تلك التي تسود الوسط المهني في قطاع الصيد البحري المهتم بالرخويات ، لما ستعلنه الإدارة الوصية بخصوص مستقبل موسم الأخطبوط بالمصيدة الجنوبية، من حيث ضخ زيادة تنهي الجدل لمهني وحالة الشك، بعد ان أصبحت مختلف الأساطيل على مرمى من إستنفاد الكوطا المخصصة للموسم الشتوي على بعد أقل من شهر ونصف عن نهايته.

وتعالت أصوات الفاعلين بمختلف إنتماءاتهم سواء في الصيد في أعالي البحار أو الصيد التقليدي أو الصيد الساحلي  مطالبة بالزيادة، حيث قامت التمثيليات المهنية الدستورية منها أو الكنفدرالية والجمعوية بمراسلة القطاع الوصية، مستعجلة الزيادة في كوطا الأخطبوط ، لإنقاذ الموسم ، وتفادي مختلف السلوكيات التي من شأنها الإخلال بإستدامة المصيدة، حتى أن هناك فيديوهات متداولة تؤكد تخلي بعض سفن الصيد في أعالي البحار عن مصطاداتها من الأخطبوط لإطالة تواجدها بالمصيدة.

وإضطرت بعض سفن الصيد في أعالي البحار إلى قطع رحلتها الموسمية، والإلتحاق بميناء أكادير، قاطعة مسافة كبيرة لتفريغ مصطاداتها، إذ أن مجموعة من السفن تعتبر الإلتحاق بميناء أكادير ، وتعطيل العمل لأيام، يعد ربحا للشركات مقارنة بمواصلة النشاط ، بالنظر لضعف المردودية ، حيث تتلافي السفن صيد الأخطبوط، بعد أن شارفت كوطتها الفردية عن النهاية، ولم يتبقى إلا النذر اليسير تحاول السفن تدبيره بشكل عقلاني لإتاحة الفرصة أمام السفن للبقاء بالمصيدة إلى نهاية الموسم.

وما يعقد من مأمورية السفن هو محدودية باقي الأصناف الرخوية من قبيل الكلمار والسيبية .. كما أن الموسم يتسم بضعف المردودية على مستوى باقي الأصناف السمكية بالعمق ، وهي معطيات تعقد من مهام السفن في تحقيق التوازن، حتى أن السفن اليوم أصبحت غير قادرة على تحقيق  “التعادل” بين المصاريف اليومية وحصيلة الصيد المحققة بشكل يومي، وهي معطيات تعد بنسف ما تم تحقيقه مع بداية الموسم ، فيما تؤكد المصادر أن الضبابية المرتبطة بمستقبل الموسم، من حيث الزيادة المنتظرة رغم الإشارات الإيجابية الصادرة عن سلطات القرار ، هي تعقد  الوضعية وتربك حسابات الفاعلين، بشأن المدة المتبقية من الموسم الجاري، الذي إنطلق على وقع تقشف في الكوطا المعتمدة .

إلى ذلك تشير المصادر أن إدارة الصيد تدرس بجدية ضخ زيادة في الكوطا الموسمية ، إذ قام المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري بعمليات إستكشافية على مستوى المصيدة الجنوبية، فيما تؤكد المؤشرات إنتشار الأحجام الصغيرة ، حتى أن الجارة موريتانيا كانت قد قررت الإغلاق المؤقت لمنطقة الرأس الأبيض للصيد، بعد اكتشاف صغار الاخطبوط بشكل مؤقت في المنطقة. وهو المعطى الذي يؤخر الإعلان عن الزيادة في الكوطا، كما أن الإدارة تحاول التعامل مع هذه المرحلة بالكثير من الحذر لحماية المصيدة ومعها الأثمنة ، وضمان تنافسيتها على المستوى الدولي ، فيما تشير الأنباء أن الزيادة أمر محسوم سيسبق فتح المنطقة فوق 10 أميال في وجه مراكب وسفن الصيد، المقرر مع فاتح مارس 2024 ، بما يتيح نفسا جديد لتدبير الفترة المتبقية من الموسم.

إلى ذلك دقت جهات مهنية ناقوس القلق بخصوص إشكالية المتاجرة في الوثائق وتبييض الأخطبوط، التي تعرف نشاطا متزايدا، حيث طالب الفاعلون المفتش العام بقطاع الصيد ومعه مدير المراقبة بفتح تحقيق دقيق في هذه النازلة، التي تضرب في العمق جهود الإصلاح كما تؤتر على تنافسية الأخطبوط بين الأساطيل المختلفة، وهي الوضعية الشائكة التي تضرب في العمق مفهوم تثمين المنتوج المغربي على المستوى المحلي والدولي، خصوصا أن هذه العملية يتم تحفيزها من طرف بعض الفاعلين في القطاع. وهو ما يتطلب إبداع طرق جديدة تغلق الباب أمام هذا المرض السرطاني الذي ينتعش مع كل موسم أخطبوط .