بقلم: يوسف فايدة
تعتبر المياه المغربية سنويا معبرا لأسراب من أسماك البراما براما ، المعروفة مهنيا بالخبوطة. اذ يعمل على استهداف هذا النوع العديد من قوارب الصيد التقليدي صنف الخيوط الطويلة، التي تنتظر بفارغ الصبر قدوم هده الأسراب، لتعويض أشهر عجاف.
ويمتهن مجموعة من البحارة صيد هدا النوع السمكي مند سنوات خلت، غير أن معايير التسويق ، والتطورات التي تعرفها قنوات التموين ، لاسيما مع مساطر التتبع التي إعتمدتها الوزارة الوصية ، أصبحت تعقد من مأمورية تداول هذا النوع من الأسماك في القنوات الرسمية للبيع بشكل سلس لأنها تحتاج للتجميد قبل حيازة الترخيص الصحي، وهو ما جعل من اسماك الخبوطة أحد الأسماك المحركة للسوق السوداء . حيث يتم التسويق عبر مسالك أخرى.
ويتمركز الحوار في الآونة الأخيرة بين البحارة و التجار، في ايجاد آلية عمل تراعي مرور عملية تدوال اسماك البراما براما في إطار قانوني، يحفظ حقوق جميع المتدخلين. وبالتالي الاستغلال الأمثل لهدا النوع السمكي. إذ ومن بين المقترحات التي تمخضت عن النقاشات اليومية بين البحارة و التجار، يبرز المطلب الموجه لأرباب وحدات التجميد المستقبلة للخبوطة، بتحرير تعهد لتجميد جميع الكميات الآتية من الصيد التقليدي، و لما لا تحرير عقد تموين بين القوارب المعنية بصيد هذا النوع من الأسماك ووحدات التجميد ، تحت إشراف مصالح الصيد و المكتب الوطني للسلامة الصحية.
ويغامر عدد من التجار على تزويد السوق المحلية بكميات مهمة، ناهيك عن الطلب المتزايد لوحدات التجميد. حيث يجد تجار هدا النوع السمكي أنفسهم بين مطرقة الرغبة في تداول المنتوج وصرامة مصالح الصيد، التي تضبط يوميا كميات من الخبوطة لعدم توفرها على الوتائق التبوتية. فيما يلجأ البحارة بدورهم إلى المغامرة يوميا بحرا و برا، اذ مع دخول القارب إلى الميناء يسارع الربان إلى التخلص من مصطاداته في وقت وجيز، لكي لا يقع في أيدي السلطات البحرية، التي لا تتوانى في اتخاد الإجراءات المعمول بها في مثل هذه الحالات.
وأمام هذا الوضع يتساءل البحارة، عن سبب منع هدا الصنف السمكي على مستوى الصيد التقليدي، علما أن أسطولي الصيد البرتغالي والإسباني كانا يستهدفانه بشكل كبير، ويسوق في الأسواق الأوروبية، حيث تعتمد مصالح الاونسا في تعاملها مع الخبوطة على شرط تجميدها، ليتسنى للقيمين المصادقة على المنتوج وتوقيع الشهادة الصحية الخاصة به.