تم اليوم الإثنين 09 شتنبر 2025، بدار البحار بميناء أكادير، تجديد الثقة بالإجماع في السيد رحال نفاث، رجل الأعمال البارز في قطاع الصيد الصناعي، لرئاسة جمعية أصدقاء ميناء أكادير.
وتم تجديد الثقة في السيد رحال خلال أشغال الجمع العام العادي للجمعية، الذي انعقد بحضور معظم أعضاء المكتب المسير المنتهية ولايته، ضمنهم رئيس غرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى ، إلى جانب حضور السلطات المينائية وكذا مندوب الصيد البحري والمدير الجهوي للمكتب الوطني للصيد، وممثل عن المديرية الجهوية للوكالة الوطنية للموانئ، دون إغفال مدير المعهد العالي للصيد البحري، وعدد من المتدخلين والفاعلين بالميناء .
وقد صادق الجمع العام بالإجماع على التقريرين المالي والأدبي للفترة الممتدة بين 2022 و2024، بعد تقديمهما ومناقشتهما من قبل الحاضرين، قبل المرور إلى انتخاب المكتب الجديد. وأسفر هذا المسار عن تجديد الثقة في رحال نفاث لقيادة الجمعية لولاية جديدة، حيث تم تفويضه كامل الصلاحيات لاختيار الفريق الذي سيساعده على تدبير المرحلة المقبلة، استحضارًا لحجم التحديات المطروحة.
وفي كلمته أمام الحضور، عبّر الرئيس المنتخب عن امتنانه للثقة التي حظي بها، مؤكدًا أن هذا التكليف يعكس حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، خصوصًا في سياق يتطلب تضافر الجهود وتنسيق المبادرات بين مختلف الفاعلين المهنيين داخل الميناء، سواء من داخل الجمعية أو من خارجها. وأوضح أن أولويات المرحلة المقبلة تهم تعزيز البعد الخدماتي لدار البحار لتعزيز إشعاعها بالميناء.
وشدد رحال نفاث في تصريح للبحرنيوز في أعقاب الجمع العام ، على الأهمية التي تحتلها “دار البحار” ، باعتبارها فضاءً حيويًا للدعم الاجتماعي والتأطير المهني لفائدة البحارة، مبرزًا أن الجمعية ستعمل على تكثيف الجهود من أجل الارتقاء بخدمات هذه المؤسسة الإجتماعية. وذلك لتعزيز دورها في خدمة البحارة والمهنيين .
وكان الجمع العام قد خصص حيزا كبيرا للخوض في الجانب المالي للجمعية لاسيما في ظل الصعوبات التي توجه الجمعية في هذا السياق ، حيث بلغت المداخيل خلال السنوات الثلاث الماضية أزيد من 1,44 مليون درهم ، فيما كان حجم المصاريف 1,30 مليون درهم ، وبالرغم من ذلك تواجه الجمعية تحديات مالية كبيرة.
وتم الإجماع على ضرورة البحث عن شراكات جديدة ، ومخاطبة المستثمرين القطاعيين ، من أجل المساهمة في دعم مالية الجمعية ، لاسيما وأن هناك مصاريف قارة يبقى على رأسها أجور الموظفين ، التي يجب التعاطي معها بشكل دقيق وحاسم ، لتفادي أي تأخير في صرف هذه الأجور ، لتحفيز العنصر البشري بإعتباره القلب النابض للتدبير . كا تم التأكيد أيضا على إعادة النظر في الخدمات التي تقدمها الدار ، يبقى ابرزها خدمة المصبنة ، لتعزيز مداخيل الجمعية ، والتفكير في برامج جديدة ، مع الإنفتاح على المؤسسات القطاعية ، لتوفير السيولة المالية الكافية لدعم هذه البرامج .
وعرضت تقرير مفصلا بأهم الأنشطة التي قامت بها الجمعية طيلة الفترة المنتهية ، لاسيما منها عمليات الإفطار الجماعي التي تقدمها الجمعية لمستعملي الميناء خلا شهر رمضان الأبرك، وكذا توزيع القفف على أرامل البحارة والمعوزين والمحتاجين ، وكذا الحملات الطبية والإجتماعية ، التي قامت به الجمعية في تخصصات مختلفة لفائدة البحارة ونسائهم وذويهم ، ناهيك عن الدورات التكوينية الرامية لعزيز كفاءات المهنيين في مجالات تدخلاتهم ، ومواكبة الجمعيات المهنية ، مع تنظيم أنشطة بيئية ، للمساهمة في تكريس البعد التوعوي ، للحفاظ على البيئة المينائية والساحلية .
وتجدر الإشارة إلى أن “دار البحار”، التي تشرف على تدبيرها مؤسسة الجنوب للتنمية والتضامن بشراكة مع جمعية أصدقاء ميناء أكادير، كانت قد دشنت سنة 2011 من طرف جلالة الملك محمد السادس. وتضم هذه المنشأة طابقين على مساحة إجمالية تبلغ 929 مترًا مربعًا، منها 705 أمتار مربعة مغطاة. وقد تطلب بناؤها استثمارًا بلغ حوالي 3.7 ملايين درهم، تمت تعبئته في إطار شراكة بين مؤسسة محمد الخامس للتضامن التي ساهمت بـ2.5 مليون درهم، ومؤسسة الجنوب للتنمية والتضامن وشركائها بـ1.2 مليون درهم.
وتتوفر “دار البحار” على مجموعة من المرافق والخدمات، من بينها قاعات مخصصة للمساعدة الاجتماعية والتمريض والتكوين، فضلاً عن فضاءات للصلاة والاستراحة والكشوفات الطبية، وقاعة متعددة الاستعمالات، وإدارة، ومقر للإنقاذ بالراديو، ومستودعات، ومقصف، ومرافق صحية، وبهو للاستقبال، ومحلات للتنظيف، ما يجعل منها نموذجًا حقيقيًا لمقاربة التنمية الاجتماعية المرتبطة بالمجال البحري.
الإرث المفقود.