حظيت الكنفدرالية الوطنية للصيد التقليدي يوم الأربعاء 06 شتنبر 2023 بإستقبال من طرف مسؤولي الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي على مستوى المركز، حيث تم عقد إجتماع خصصت تفاصيله لتدارس خدمات التغطية الإجتماعية الموجهة لهذا القطاع، خصوصا في أعقاب تفعيل بوابة الضمان البحري، التي تشكل اليوم محط نقاش وتظلم بفعل مجموعة من الأعطاب التقنية التي تعترض هذا الورش الرقمي الجديد.
وقال عبد الله بليهي رئيس الكنفدرالية الوطنية للصيد التقليدي في تصريح للبحرنيوز، أن اللقاء شكل مناسبة للوقوف على التحديات التي تواجه البوابة الرقمية، بعد إرتفاع مؤشر الإحتجاجات المهنية المرتبطة بالولوج للتصريح على مستوى هذه البواية، إذ واجهت التعاونيات البحرية في الصيد التقليدي الكثير من المشاكل والصعوبات، جعلت كثير من المهنيين غير قادرين على التصريح ، وهو ما يفسر السخط المصحوب بعدم الرضى الترتب عن عدم إستفادة البحارة من أصحاب الحقوق من الولوج للخدمات الإجتماعية ذات الصلة .
وأكد عبد الله بليهي أن الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي، كان متسرعا إلى حد بعيد في تنزيل هذا الورش على المستوى الوطني بهذه السرعة ، حيث أن هذا النوع من المشاريع يجتاج للثريت والتدرّج في التنزيل ، من خلال إعتماد ميناء او نقطة تفريغ كنقطة إنطلاقة ، لإصلاح الأعطاب المبدئية، وتفعيل ألياته المختلفة. خصوصا وان البوابة اظهرت عدم الفهم من طرف أطر الصندوق للكثير من الخصوصيات التي تميز القطاع، على إعتبار أن هناك أعراف تصنع الكثير من الهوة بين الأساطيل الثلاث ، لاسيما على مستوى نظام المحاصة المرتبط بتوزيع الأجور . وكذا التحديات التي تواجه الإركاب على مستوى القوارب والتي تتسم في كثير منها بعدم الإستقرار.
إلى ذلك نبّه المصدر إلى الإشكال الجديد المرتبط بتعميم التغطية الصحية على مجهزي القوارب، حيث وجد مجموعة من المجهزين انفسم أمام نوع من اللخبطة لاسيما وان هناك قوارب تتوفر على عدد من المجهزين بنظام الشركة والتوارث، وكثير منهم ينشط في قطاعات أخرى ويتوفر على خدمات الصندوق بوظائف أخرى، وبالتالي فمن غير المعقول أن تتم مطالبة هؤلاء المجهزين بأداء واجبات الصندوق، إنسجاما مع الخدمات الجديدة ، حتى أن هناك مجهزين ومجهزات قد تلقوا رسائل تهديدية تطالبهم بأداء ما بدمتهم من ديون لصالح الصندوق بموجب الورش الجديد ، وهو ما لم يستسغه هؤلاء، بالنظر لتوفرهم بشكل مسبق على التغطية الإجتماعية في وظائف أخرى غير تجهيز القوارب .
إلى ذلك سجل المصدر المهني أن البوابة الإلكترونية كان لها أيضا أثر سلبي على نشاط مجموعة من المياومين، الذين ظلوا يوفرون قوت يومهم من خلال الإشتغال مع أرباب القوارب في تدبير ملف التصريح، على مستوى الموانئ خصوصا، وهم اليوم عاطلون عن العمل بسبب الورش الجديد، حيث كان على إداريي الصندوق البحث عن السبل الكفيلة لصيانة هذه الفرص، والإستفادة من خبرة هؤلاء المياومين بشكل إيجابي، لتلافي اللخبطة الحالية ، حيث التجربة أظهرت اليوم الحاجة الماسة إلى المزج بين الطريقة التقليدية والعصرنة ، تحت شعار “الجديد له جدة والقديم لا تفرط فيه”.
وتدرس الكنفدرالية إمكانيات خلق نقطة إلتقائية بين هؤلاء الفاعلين وإداريي الصندوق، من خلال تنظيم دورة تكوينية في القريب العاجل، خصوصا واننا أمام ورش إجتماعي هام ترتبط به الكثير من مصالح دوي الحقوق من البحارة الصيادين والمجهزين على المستوى الصحي والإجتماعي، وهو ما يفرض تسخير مختلف الإمكانيات المتوفرة لمواجههة التحديات المجالية، والإرتقاء بالمشهد الإجتماعي ، حيث تعوّل الكنفدرالية على إنخراط الصندوق ومعه مختلف الشركاء للمضي قدم في هذا الورش الإصلاحي .
وكان عبد الله بليهي قد أكد للبحرنيوز أن اللقاء الذي ترأسه نائب المدير العام للصندوق الوطني للضمان الإجتماعي، عرف تقديم مجموعة من الوعود، من طرف هذا الآخير للإرتقاء بالبوابة، وجعلها أكثر سلاسة، مبرزا في ذات السياق أن هناك إهتمام كبير في الوسط الإداري لجعل البوابة ألية حقيقية لتطوير الخدمات الإجتماعية الموجهة للبحارة، حيث أشار نائب المدير إلى أن إدارة الصندوق هي منفتحة على تصحيح الإختلات الحاصلة، موضوع شكايات الصيادين والمهنيين في حدود ما تسمح به القوانين المنظمة، فيما تبقى بعض التحديات رهينة بمعالجة تشريعية.