نجحت تدخلات الوقاية المدنية في السيطرة على الحريق الذي شب صباح اليوم في سفينة الصيد في أعالي البحار “ASNI TANTAN” على مستوى مثلث الصيد بميناء أكادير، بعد أن أثار الحادث حالة من الإستنفار في أوساط السلطات المينائية المختلفة ومعها مهنيي الصيد البحري بالميناء.
ونوّه إداريو الشركة المالكة للسفينة في تصريحات متطابقة للبحرنيوز، بالتدخّل الذي وصفوه بالإحترافي للسلطات والإدارات المينائية المختلفة، لاسيما عناصر الوقاية المدنية. هؤلاء الذين أبانوا عن كفاءة عالية في تدبير التدخل في الوقت المناسب ، وأثمرت جهودهم الحيلولة دون تطور الحريق، أو تسرب النيران إلى محيط السفينة .
وأفاد ذات المصادر أن الحريق نجم عن تماس كهربائي ، على مستوى عنابر السفينة، التي تعرف وجود مادة البوليستير، وهو المعطى الذي شكل محفزا لإندلاع الحريق، وصعّب من مأمورية السيطرة على الجريق في وقت سريع من طرف العمال المتواجدين على متن السفينة. فيما أكد بعضهم في ذات السياق ” لا راد لقضاء الله ، الحمد لله أن الحادث لم تنجم عنه أي خسائر بشرية” .
وكانت السفينة قد بلغت مراحلها النهايئية على مستوى اشغال الصيانة والتحديث التي تخضع لها مند مدة ، حيث ربطت مصادر مهنية تطورات الحريق بإنتشار مجموعة من المواد القابلة للإشتعال التي حفزت النيران. وهو المعطى الذي تعماملت معها مصالح الوقاية المدنية، بكثير من الدقة لمحاصرة الحريق في زاوية مغلقة، وتكتيف الجهود في مركز الحريق لمنع اي تسرب للنيران .
وعرف مسرح الحادث إنزالا كبيرا لمختلف السلطات المينائية، من مصالح مندوبية الصيد البحري وقبطانية الميناء ، والسلطات الأمنية والمحلية ، حيث عمل الكل من جانبه في شكله يحكمه التنسيق والتشاور لتدبير مجريات الحادث في سياق خلية أزمة، لمواجهة أي تطورات محتملة للحريق. فيما تم فتح تحقيق في الواقعة، للوقوف على مختلف الملابسات التي تسببت في الحادث .
ويعرف ميناء أكادير بين الفينة والآخرى حوادث مماثلة، جعلت من السلطات المينائية تتبنى سياسة إستباقية على مستوى تأهيل العنصر البشري لتدبير الأخطار الناجمة عن حرائق السفن ، كان آخرها شهر أكتوبر من سنة 2022 ، حين نظمت إحدى شركات الصيد في أعالي البحار وبتعاون مع الوكالة الوطنية للموانئ، وبحضور السلطات المينائية ومجموعة من الفاعلين، تمرينا لمواجهة حادث وهمي، يتمثل في إندلاع حريق في سفينة للصيد على مستوى أحد ارصفة الميناء.
وتقدم هذه التمارين مجموعة من الدروس المرتبطة بحالة نشوب حريق، المرتبطة بإختبار جاهزية الأطقم البحرية ، في التعاطي مع مثل هذه الأحداث، وكذا إختبار قدرات الشركات من خلال الوسائل المتوفرة على متن السفن التابعة لها. إذ يبقى الغرض الأساسي من مثل هذه التمرينات في السلامة، هو تدريب وتنسيق أطقم العمل، لتكون مستجيبة لحادث مماثل، واختبار تفاعل الأفراد والموارد المنتشرة، وكدا الإجراءات الموضوعة في حالات الطوارئ.