دعا المشاركون في أشغال اللقاء التأطيري الذي إحتضنت أشغاله مدينة أكادير صباح اليوم، حول موضوع تثمين وتصنيع منتوجات الصيد البحري الرهانات والتصورات، إلى الرقي بصناعات تحويل المنتوجات البحرية، وتنويعها بما يضمن مواجهة التحديات التي تعرفها السوق العالمية .
وشدد المتدخلون في ذات اللقاء، الذي سجل حضور شخصيات قوية في مجال المال والأعمال والبحث المرتبط بقطاع الصيد على المستوى العالمي، على ضرورة الإبداع في إقتراح منتوجات بحرية جديدة ، وعصرنة الآليات لاسيما وأن المغرب يصدر أزيد من 80 في المائة من مصطاداته لأزيد من 135 دولة على مستوى العالم. وهو ما يتطلب ضخ دماء جديدة في الصناعات المرتبطة بالصيد، التي تبقى في حاجة لقفزة نوعية على مستوى العصرنة.
وأجمع الحاضرون في اللقاء المنظم من طرف فدرالية اتحاد الصناعات التحويلية و تثمين منتجات الصيد البحري FINEP والبنك الأوربي للإعمار و التنمية BERD، وكذا جمعية المصدرين المغاربة ASMEX ، على أن المرحلة تتطلب نوعا من الإبداع في الإنتاج، للإستجابة إلى تطلعات المستهلك. هذا الآخير الذي تطور ولم يعد بتلك النمطية التي كان عليها قبل 30 سنة. وهو معطى إن لم يتم التعاطي معه بشكل إستباقي، فإن المصدرين المغاربية سيجدون أنفسهم مع الوقت في موقف حرج، في تعاطيهم مع مجموعة من الأسواق الدولية . لدى وجب التسريع بإنجاز دراسات مهمة في ما يتعلق بالمنتجات السمكية، وتطلعات المستهلكين لتكون المنتوجات متناسقة مع الطلب.
وسجل حسن السنتيسي رئيس فدرالية اتحاد الصناعات التحويلية وتثمين منتجات الصيد البحري “FINEP” في كلمته الإفتتاحية ، أن اللقاء يعد فرصة سانحة لتسليط الضوء على التوجهات الدولية، وتطورات السوق، و إستلهام أفضل السبل لتطوير و تسويق المنتجات البحرية، على المستويين المحلي والدولي.
وأضاف الفاعل المهني في السمك الصناعي ، أن الوقت قد حان أمام المصنعين المغاربة لتغيير عقلياتهم ، في التعاطي مع السوق ، فلايعقل أن نستمر في نفس النهج التقليدي والتعامل النمطي في الصناعات السمكية. فاليوم يؤكد السنتيسي ، قد أصبحنا نواجه منافسة قوية حتى في أسواقنا التتقليدية. فعلى سبيل المثال يبرز المصدر، نشاهد اليوم البرتغال وروسيا ، وهما بلدان يشتغلان على أسماكنا السطحية، التي تصلهم كمادة أولية . لكن من ذات المادة يستخرجون أزيد من أربعين منتوجا ، ونحن للأسف نتفرج على إنجازاتهم.
وأفاد رئيس الفدرالية ، ان الرهان كبير على مثل هذه اللقاءات ، في تحسيس المصنعين بضرورة فهم السوق ، والتعاطي مع متطلباتها لمواجهة التحديات التي فرضتها العولمة ، ومعها التطور الذي يعرفه القطاع على مستوى العالم . حيث تسعى “FINEP” في سياساتها الاستثمارية، إلى الحصول على رؤية أكثر اكتمالا للشركات المغربية العاملة، في مجال الصناعات التحويلية والتثمين ، لاعتماد الخطط التنموية الطموحة في مواجهة التحديات الكبيرة، التي تصادفها المنتجات البحرية المغربية على المستوى الدولي، والتي تستوجب ديناميات الابتكارات المشجعة، على رفع التحديات الرئيسية و ضمان التنافسية في القطاع.
وسجل اللقاء حضورا وازنا للمصنعين وكذا الباحثين والمهتمين، هؤلاء الذين رأو في الموعد مناسبة للحصول على التوجيهات التي يقدمها البنك الأوربي للإعمار والتنمية BERD، ضمن برامجه المتعلقة بالنصائح لفائدة الشركات الصغيرة ASB، وكذا فرص الدعم الذي يشمل الجانب المالي والفني، في مواكبة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. إذ يعمل البنك على توفير حلول مصممة من شبكة من الاستشاريين وخبراء الصناعات الدولية، بأهداف مشتركة لتعزيز الانتقال الى اقتصاديات السوق.
وسهر البنك على تنفيذ أكثر من 530 مشروع لفائدة المشاريع الصغيرة والمتوسطة مند انطلاقه سنة2012، محققا للاقتصاد المغربي ارتفاعا في حجم المعاملات التجارية ، و موفرا أكثر من 3600 فرصة شغل، فضلا عن حصول الشركات المستفيدة من البرنامج على تمويلات فاقت 40%.