كشفت مصادر مهنية بالمرسى بالعيون، أن المافيا التي تستهدف خيار البحرconcombre de mer قد إستوطنت سواحل العيون قادمة من سواحل مجاورة ، في ظل غياب آليات الرقابة و المراقبة على أنشطة الصيد التقليدي .
وقالت مصادر مهنية محسوبة على الصيد التقليدي من ميناء المرسى بالعيون في تصريحها لجريدة البحرنيوز ، أن بعض قوارب الصيد التقليدي قد انساقت في عمليات استهداف و صيد خيار البحر و تهريبه بطرق ملتوية ، بل و تفريغه في ساعات متأخرة من كل يوم، بوضعه في النيبيرا أي الصندوق الذي يستعمله بحارة الصيد التقليدي، و إخراجه من الميناء في سيارات مملوكة أو وسيلة ( نقل البضائع ) مع تقديم إتاوات إلى بعض المساهمين في إنجاح عمليات التهريب .
و أضافت المصادر المطلعة أن القوارب التقليدية المعنية بخرق قوانين الصيد، تعمد إلى الانطلاق في رحلات صيد في الساعات الأولى من كل يوم سواء من ميناء المدينة ، أو من نقطة الصيد تاروما ، و تقوم بأنشطتها المحظورة على بعد ساعتين و نصف ملاحة شرق ميناء المدينة، لتضل هناك منهمكة في جمع الخيار بطريقة الغطس طلية اليوم ، و لا تعود أدراجها إلا في الساعات المسائية. حيث تقل حدة المراقبة ليتم توجيه الكميات التي تباع بقيمة مالية تصل إلى 35 درهم للكيلوغرام الواحد، إلى منازل المهربين، و بعض الأحواش. ليتم طبخه و من بعد دلك نشره حتى يجف قبل عمليات التحقق من الوزن .
و حسب ما أكدته المصادر، فإن عدوى تھریب خیار البحر قد إنتقلت من مناطق ساحلیة مختلفة للمملكة ، لتستقر بسواحل العيون، ضاربة بعرض الحائط التوصیات الملزمة للحفاظ على البیئة البحریة و الكتلة الحیة، و احترام الاتفاقیات الدولیة الرامیة إلى حمایة ھذا النوع من الكائنات البحریة، باعتباره عنصرا مھما في المنظومة البحریة في التوازنات الطبیعیة للمحیطات .
و یرجع استفحال ھده الظاھرة بسواحل العيون توضح المصادر، إلى انعدام الحملات التمشيطية لمراقبة الأنشطة المشبوهة لبعض قوارب الصيد التقليدي، من طرف مختلف السلطات المينائية على مستوى الميناء و في نقاط الصيد . وذلك لوضع حد على الأقل للتلاعبات في إخراج الخيار من الميناء بسهولة قصوى ، حيث انه بعد الحصار الذي لقيته المافيا المستهدفة لخيار البحر في كل من مناطق أكادير وإفني و الداخلة، و بعد تضييق الخناق عليهم ، لم يجدوا ملاذا أمنا غير سواحل العيون، التي توفر كميات يومية تصل إلى طن واحد، تهرب كل يوم نحو بعض المنازل و الأحواش بمدينة المرسى و فم الواد . ما يتطلب تدخل السلطات المسؤولة لتشدید الخناق على صید و تھریب ھدا النوع، للحفاظ على التوازنات البیئیة البحریة بسواحل الإقليم.
و یعتبر خیار البحر من بین الحیوانات البحریة التي تعیش في القاع، مدفونا في الرمال أو تحت الصخور و بین الشعوب المرجانیة و الطحالب و النباتات البحریة ، كما أنه ينشط لیلا و له القدرة على الحفر، كما أن له میزة خاصة تتمثل في تعویض الأجزاء المفقودة منه، و یوجد من ھذا النوع حوالي 1250 نوع على مستوى البحار و المحیطات و من أشھر أنواعھا الھیلوثریا .
كما یعتبر خیار البحر من الأنواع البحریة التي تتأقلم في أكثر من بیئة بحریة، و على أعماق مختلفة، مع تحمله لدرجات حرارة متفاوتة. و یحتوي الخیار من ناحیة التغذیة على قیمة حقیقیة من الفیتامینات و المعادن و خاصة الكالسیوم ، و المنغانیسیوم و الحدید و الزنك، مما جعله یرتبط بالعدید من الأنشطة البیولوجیة و الدوائیة الفریدة للعدید من الأمراض المختلفة بما فیھا السرطانات.