إستنفر تنامي إستعمال الأضواء الكاشفة في إستهداف الكلمار بسواحل جهة الداخلة وادي الذهب مصالح إدارة الصيد البحري، التي سارعت إلى إصدار إعلان شديد اللهجة، تتوعد فيه مستعملي هذه الأضواء، بالنظر لما تشكله على إستدامة الأنواع الرخوية بالمنطقة . حيث أوضحت مصادر عليمة من داخل المندوبية أن هناك تنسيق قوي مع مصالح البحرية الملكية، للقيام بدوريات تستهدف مستعملي هذه الأضواء، مبرزة ان الإدارة ستتعامل بصرامة وحزم مع المخالفين والمتورطين، بما يضمن تخليق الممارسة المهنية، وحماية المصايد .
وأفادت تصريحات متطابقة على المستوى المحلي، أن الأحجام التجارية للكلمار المتداولة اليوم هي صغيرة حتى وإن كانت تدخل في خانة القانون. فهي قد تراجعت مقارنة مع الأسابيع الماضية ، وهو ما يؤكد تراجع الأثمنة إلى ما دون 75 درهما للكيلوغرام أو أقل، في وقت كان الكلمار يباع بأثمنة تفوق 110 درهما للكيلوغرام قبل أسابيع، حيث يعزى هذا التراجع لطغيان الأحجام التجارية الصغيرة من جهة، وكذا تحقيق مخزون قوي على مستوى وحدات التجميد، لأن القاعدة تقول كل ما زاد عن حده إنقلب لضده، بمعنى ان إرتفاع العرض أضر بالأثمنة في إتجاه التهاوي والتراجع.
ووفق تصريحات مهنية مطلعة، فإن عملية استعمال الأضواء الكاشفة، تفشت بشكل كبير في السواحل الجنوبة، إذ يعمد عدد من مهنيي قوارب الصيد التقليدي، إلى تجهيز قواربهم بمعدات ضوئية قوية، عبر الإستعانة بمحركات كهربائية قوية، لإضاءة مصابيح يتم تركيبها في القارب، بغرض جلب سمك الكلمار وتجميعه في نقط معينة، لتسهيل عملية صيده، في خرق لمشروع المرسوم الذي صادق عليه مجلس الحكومة، رقم 2.21.43، الهادف إلى تنظيم الصيد البحري بالأضواء الاصطناعية.
وكان وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات محمد صديقي قد أصدر مرسوما تحت رقم 2.21.43، بتنظيم الصيد البحري بالأضواء الاصطناعية، حيث نص هذا المرسوم على أنه لايمكن ممارسة الصيد البحري بالأضواء الإصطناعية إلا في المياه البحرية المغربية، الواقعة بين خطي الطول 33 55 °05 غربا رأس سيارتيل وخط الطول 42 12 02° غربا السعيدية. فيما أكدت المادة 3 ، على انه لا يمكن ممارسة الصيد البحري بالأضواء الإصطناعية، إلا من قبل السفن التي تتوفر على رخصة صيد الأسماك السطحية الصغيرة، سارية المفعول، مسلمة طبقا لمقتضيات المرسوم المشار رقم 2.07.230 .
وتنص مقتضيات المرسوم الذي ينص على إجراءات تهدف إلى تحسين تدبير الصيد بالأضواء الاصطناعية، وتنظيم مزاولته، “تنص” على أن الإضاءة على متن السفينة التي تمارس الصيد البحري بالأضواء الإصطناعية، يجب أن تستعمل حصريا لضمان السلامة وتيسير العمل الليلي على متنها .