إستقبل ميناء طنجة المتوسط، أول سفينة حاويات كبيرة تعمل بالميثانول في العالم، والتي تعتبر جزءً من جهود مستدامة تتبناها شركات الشحن العالمية لتقليل الأثر البيئي لنقل البضائع عبر البحار. حيث حضي طاقم السفينة بترحيب حار من طرف سلطات الميناء.
وتبحر هذه السفينة التي تحمل اسم “ANE MAERSK” تحت العلم الدنماركي. وهي أول سفينة حاويات ضخمة تعمل بالميثانول في العالم، إذ تتميز بسعتها الضخمة، حيث تستوعب أكثر من 17 ألف حاوية “تي إي يو” ويصل طولها إلى 350 مترًا، وقد تمت تسميتها بناءً على اسم “آني ميرسك ماكيني أوجلا” رئيسة “إيه بي مولر فاونديشن” و”إيه بي مولر هولدينج”. حيث تعد “آني ميرسك” الأولى من بين 18 سفينة ضخمة تعمل بالميثانول خاصة بالشركة التي يقع مقرها في كوبنهاجن.
وتعد “ANE MAERSK” أول سفينة حاويات كبيرة في العالم تعمل بالميثانول الأخضر، ويمكنها اجتياز مسافات طويلة عبر المحيطات. وتتميز السفن في السلسلة الجديدة بتصميم مبتكر هو الأول من نوعه في الصناعة مع توفير أماكن الإقامة في مقدمة السفينة، وهو ما ترى “ميرسك” أنه يضمن فعالية استهلاك الوقود.
ويأتي اعتماد السفن على الميثانول كوقود وفق تقارير مختصة، بديلاً مهماً في ظل التحديات التي تواجه قطاع النقل البحري في تقليل انبعاثات الغازات الضارة بالبيئة، حيث يعتبر الميثانول وقوداً نظيفاً وفعالاً يساهم في حماية البيئة، إذ يقلل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ويعزز الاستدامة البيئية لعمليات الشحن البحري. وتراهن “ميرسك” على الميثانول الأخضر بصورة كبيرة، إذ وافقت في نونبر الماضي على شراء 500 ألف طن متري من الوقود سنويًا من شركة صينية، في أكبر صفقة من نوعها.
ومع تطور التقنيات البيئية وتبني الحلول البديلة، يتوقع أن تزداد انتشار سفن الحاويات التي تعمل بالميثانول وغيره من الوقود البديل، مما يسهم في تقليل تأثير صناعة النقل البحري على البيئة ويعزز جهود الحفاظ على البيئة العالم. لاسيما وأن البيان الختامي لاجتماعات المنظمة البحرية الدولية في يوليوز (2023) قد أشار إلى استمرار الالتزام بخفض انبعاثات غازات الدفيئة للشحن البحري الدولي، وتحقيق الحياد الكربوني بأسرع ما يمكن، مع تعزيز الانتقال العادل والمنصف في سياق الإستراتيجية المنقّحة لعام 2023.
