أنهى بحار في الأربعينيات من العمر أمس الأحد 21 غشت 2022 حياته شنقا بواسطة قماش داخل منزل يكترية بحي النهضة بمدينة الداخلة. حيث عُثر عليه جثة هامدة .
وتم إشعار السلطات المحلية والمصالح المعنية بالواقعة، التي تبقى أسبابها مجهولة إلى حدود اللحظة. إذ وبتعليمات من النيابة العامة المختصة بابتدائية الداخلة، جرى توجيه جثة البحار، نحو مستودع الأموات بالمستشفى الجهوي بالمدينة، في انتظار إخضاعها للتشريح الطبي قصد تحديد كافة الظروف والملابسات المحيطة بالحادث.
وتعيش مدينة الداخلة حالة من الغليان مشوبة بالترقب ، بسبب الأزمة المتواصلة للمصيدة المحلية المغلقة في وجه أسطول الصيد التقليدي بأربع قرى صيد بالجهة ، فيما يتطلع الفاعلون الحليون لمآل المئات من القوارب غير القانونية، التي تم جردها من طرف لجنة إحصائية، ما جعل بعض المتتبعين للشأن البحري على المستوى المحلي يربطون حالة الإنتحار بأزمة المصيدة، التي أجبرت ألاف البحارة الذين يشتغلون في قطاع الصيد التقليدي ، على الدخول في عطالة قسرية، بعد إلغاء الموسم الصيفي لصيد الأخطبوط، ومنع قوارب الصيد التقليدي من إستئناف نشاطها بأربع قرى صيد إسترتيجية بالجهة .
ويعيش ألاف البحارة وضعا لا يحسدون عليها، بسبب ما جناه النشاط غير المهيكل بالسواحل المحلية، من صيد غير قانوني تمارسه قوارب غير مرقمة وشمبريرات وزودياكات، وإستعمال آليات مخالفة للقانون، من طرف أساطيل تنشط قبالة المصيدة، دون إغفال التغيرات المناخية التي كان لها الأثر السلبي على درجة مياه البحر، وهي كلها معطيات جعلت مصيدة الأخطبوط، الصنف الذي يعد الأكثر إستهدافا ضمن الأحياء البحرية المتواجدة المنطقة من طرف أسطول الصيد التقليدي، والذي تتخبط في تحديات حقيقية.
ويعاني بحارة الصيد في الصيد التقليدي بالداخلة ومعهم أطقم الصيد في أعالي البحار الذين يشتغلون على الصنف الرخوي، وضعا لا يحسدون عليه، بسبب توقف مدخولهم، حيث حاولت شركات الآعالي التخفيف أزمة شغيلتها إستعدادا للدخول الإجتماعي الجديد بخصهم بمنح إستثنائية مع التفكير في تنزيل حلول مصاحبة منها تسهيل حصول أطقمها على تسبيقات، في حين يواجه بحارة الصيد التقليدي المجهول، حيث يطالب فاعلون مهنيون الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي، بالدخول على خط هذه الأزمة الناجمة عن قرار وزاري، ما يجعلها في حجم القوة القاهرة. وهي تهدد الإستقرار الإجتماعي للأطقم البحرية.
وتتجه أنظار مختلف الفاعلين لما سيحمله اللقاء المرتقب اليوم الإثنين، بين أطر وزارة الصيد ونظرائهم بوزارة الداخلية، بحضور جهات متدخلة آخرى، بخصوص تطورات العملية الإحصائية التي خضعت لها قوارب الصيد التقليدي بقرى الصيد، “لاساركا” و”أنتريف” و”البويردة” و”إمطلان”، والتي حسمت تقريرها بوجود 1131 قارب غير قانوني تنشط بالمنطقة.