بقلم:عبد الخالق جيخ*
تعيش السلطات المينائية بمدينة أكادير حالة من الاستنفار بعد فقدان أثر مركب للصيد الساحلي صنف السردين، يحمل اسم ( لاكلونتين )، في ظروف تثير الريبة وتبعث على القلق.
ويأتي هذا الحادث في سياق يتسم بأزمة خانقة يعيشها قطاع الصيد البحري، عنوانها الأبرز ضعف المردودية، وتراجع مداخيل البحارة إلى مستويات تنذر بالخطر، بل وانعدامها أحيانًا، مع ما يرافق ذلك من تفشي مظاهر الفقر والتهميش الاجتماعي، خاصة وسط مستعملي الموانئ واليد العاملة المرتبطة بها.
إن هذه الواقعة تدعونا إلى الوقوف مليًّا عند هذا السلوك، الذي كان إلى وقت قريب يقتصر على قوارب الصيد التقليدي، لكنه اليوم كما يشاع، بدأ يطال مراكب الصيد الساحلي، مما يُحتم على الجميع، سلطات ومهنيين، توسيع دائرة الانتباه والتفكير الجاد في سبل التصدي لهذا السلوك قبل أن يستفحل.
وفي حال تأكدت الشكوك التي تُرجّح إمكانية استخدام المركب المختفي كوسيلة لنشاط ممنوع، فإننا نكون أمام منعطف خطير، يمسّ أمن البلاد، ويسيء إلى سمعة موانئها، ويضرب مصداقية النظام المهني والرقابي القائم. وفي هذا السياق، لا يسعنا إلا أن نستحضر مقولة ذات دلالة عميقة للسيد لحسن أزروال، احد الرياس المقتدرين و أحد أعيان المهنة ووجوهها البارزة، عندما توجه في أحد الاجتماعات بولاية العيون إلى السيد الوالي قائلًا: “أخاف ما أخافه أن يأتي اليوم الذي نسمع فيه عن قرصنة المراكب وتوجيهها إلى الجزر”.
هذا التحذير الذي بدا حينها بعيدًا، صار اليوم ممكن الحدوث، ما لم تتظافر الجهود وتُتخذ إجراءات عملية وسريعة، تشمل: عقد دورة استثنائية مستعجلة لغرفة الصيد البحري و رفع مستوى اليقظة الأمنية داخل الموانئ، وتشديد المراقبة على تحركات المراكب، سواء في البحر أو أثناء الرسو؛ مع فتح تحقيق معمق وشفاف في حادث اختفاء المركب، مع نشر نتائجه للرأي العام المهني؛
كما أن الوضع يفرض تحسين الظروف الاجتماعية والمادية للبحارة، والاعتراف بدورهم الحيوي عبر ضمان شروط العيش الكريم والتغطية الاجتماعية الدائمة ؛ وغعادة الإعتبار لحراس المراكب والإعتراف بهم كمكون أساسي ضمن طاقم الصيد ، بما يفرضه الأمر من مسؤولية تعم مختلف الشرائح المهنية والمكونات البحرية ، مع وضع خطة استعجالية لدعم قطاع الصيد البحري المنكوب بكل مكوناته ،باعتباره ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد المحلي، خاصة في الجهات المتضررة من نضوب سمك السردين .
فالوطنية الحقة لا تكون فقط بالتباهي بالثروات البحرية، بل بحماية أبنائها من الانزلاق نحو المجهول، والاستثمار في كرامتهم ليكونوا درعًا للبلاد لا عبئًا عليها.
*عبد الخالق جيخ : فاعل كنفدرالي سابق ومدوّن مهتم بالصيد الساحلي
*ائتلاف العدالة المناخية والمركزيات النقابية يقاربان الانتقال العادل.*
نظم الائتلاف المغربي من أجل العدالة المناخية، والمركزيات النقابية يوم الجمعة 9 ماي 2025 ندوة حول.
” الانتقال العادل أي سياسات وأية بدائل…؟ »
https://youtu.be/ybCuP24z8JI?si=OLbXlqWiDpupku-v
الائتلاف المغربي من اجل المناخ والتنمية المستدامة.
https://www.amcdd.com/%D9%85%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%A6%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%AC%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86/