أدى تضييق السلطات المغربية و الإسبانية و تشديد الرقابة على الشواطئ بمافيا التهريب الدولي للمخدرات إلى العودة لسلك الطرق التقليدية في تهريب الحشيش إلى الضفة الإسبانية. وذلك من خلال إنشاء موانئ سرية بمنطقتي الناظور و الجبهة.
و حسب ما أوردته صحيفة “المساء” في العدد الصادر اليوم 23 غشت 2016 فإن هذه الظاهرة قد تراجعت كثيرا بالسنوات العشر الأخيرة، إلى أن توصلت السلطات الأمنية مؤخرا بمعلومات تفيد بوجود موانئ سرية صغيرة تسيرها مافيا الاتجار في المخدرات، مما دفع بها إلى تكثيف مراقبتها لشاطئ الناظور و الجبهة لتقع بذلك هذه الموانئ في قبضة الأمن.
و أضافت ذات اليومية نقلا عن مصادرها الخاصة، أن سلطات الأمن كانت قد تمكنت من الوصول إلى معلومات “موثوقة” بشأن وجود موانئ تتولى عملية إطلاق زوارق صغيرة الحجم و محملة بكميات كبيرة من الحشيش المغربي نحو الضفة الأخرى، كما أكدت السلطات الإسبانية بدورها على أن عدد الزوارق العابرة للمتوسط قد ارتفع في الآونة الأخيرة.
و أردفت الصحيفة حسب ذات المصادر أن هذه الموانئ السرية الجديدة تتوفر على مخازن تحت الأرض، خاصة بتخزين مادة الشيرا، كما أنها محاطة بعناصر مكلفين بمراقبة تحركات قوات “البحرية الملكية”، كما أن المافيا قد حاولت تمويه عناصر الأمن من خلال العودة إلى نفس الأماكن التي كانت تستغلها فيما قبل، غير أن الأمن قد توصل بفضل معلومات استخباراتية إلى اكتشاف مواقع الكثير من هذه الموانئ و التي يتواجد أغلبها بمنطقتي الجبهة و الناظور حسب نفس المصدر.
وأكدت ذات الصحيفة حسب نفس المصادر أن سلطات الأمن قد تمكنت من اكتشاف خمسة موانئ إلى حدود الآن، و هي بصدد البحث عن موانئ أخرى استعاض بها المهربون عن الطائرات الصغيرة التي أثبتت فشلها بسبب توفر كل من المغرب وإسبانيا على رادارات متطورة، فضلا عن أن جيلا جديدا من الزوارق يتوفر على محركات ألمانية متطورة قد أصبح يستعمل في التهريب وذلك لقدرته على الوصول إلى إسبانيا في ظرف زمني قصير لا يتعدى الساعة والنصف.