تعززت المكتبة البحرية المغربية مؤخرا بكتاب “البيئة البحرية وإشكالية التنوع البيولوجي البحري” لمؤلفه الدكتور مولود أسباعي ، وهو المؤلف الذي تم إصداره بدعم من غرفة الصيد البحري المتوسطية بطنجة، حيث شكل هذا المؤلف أحد مكونات الرواق الخاص بالغرفة المذكورة ضمن مشاركتها في النسخة السادسة من معرض أليوتيس.باعتباره مؤلف يسلط الضور على الواقع البحري في سياق تراجع المصايد البحرية، في سواحل الشمال والواجهة المتوسطية للمملكة.
وأوضح الدكتور مولود أسباعي في تصريح للبحرنيوز، “أن الكتاب جاء ليحاكي معاناة بعض مجهزي الصيد البحري، الراغبين في إيصال معاناتهم بقطاع الصيد البحري ، وتسليط الضوء على الإشكالات المرتبطة بتراجع المنتوجات المصطادة وأسبابها”. وهي غاية بحثة تشبعت بالمعرفة المسبقة بقطاع الصيد ، بإعتباره كان يعمل كإطار سابق بالإدارة المكلفة بقطاع الصيد البحري بطنجة. فيما نوه المؤلف بمسايرة وتشجيع إصدار هذا الكتاب من طرف غرفة الصيد المتوسطية، ودعم مضامين المؤلف، عن طريق مطويات وزعت خلال فعاليات معرض اليوتيس كحملة تحسيسية تبسط بشكل مختصر إشكالية التنوع البيولوجي البحري، التي تمت عنونتها بـ استدامة التنوع البيولوجي البحري بين العوامل المهددة والإجراءات المعتمدة.
وثمن يوسف بنجلون رئيس غرفة الصيد البحري المتوسطية بطنجة في تقديم له للكتاب الجديد، ” المجهود الجبار الذي تفضل به الدكتور اسباعي، من خلال ترجمة بعض المعانات التي يشكو منها قطاع الصيد البحري في مؤلف أكاديمي، يوصل من خلاله هم الفاعلين والمتدخلين المباشرين في المجال البحري عامة، وقطاع الصيد البحري خاصة؛ ليحجز مكانته في رفوف المكتبات والجامعات والأكاديميات المغربية والأجنبية» ولا نشك في أن هذا الكتاب سيلقى إقبالا من لدن المهتمين بالشأن البحري، والمحافظة على البيئة البحربة واستدامة التنوع البيولوجي البحري. بل سيشكل لبنة أساسية لتوعية الفاعلين المباشرين في قطاع الصيد البحري على أهمية المحافظة على استدامة الأحياء البحرية “.
وبالعودة للكتاب الذي هو من الحجم المتوسط ويقع في 114 صفحة، فقد تفرع إلى فصلين يهم الأول الإشكالات المرتبطة بإستدامة التنوع البيولوجي البحري وهو موزع إلى مبحثين ، خصص الأول للإطار المفاهيمي للبيئة البحرية وإستدامة التنوع البيولوجي البحري، وهم المبحث الثاني التأثير السلبي لأنشطة الصيد والإستغلال غير المعقلن للأحياء البحرية. فيما ركز الفصل الثاني على التدابير المعتمدة للمحافظة على ضمان إستدامة التنوع البيولوجي البحري، من خلال مبحثين يتعلّق الأول منهما بحماية الأحياء البحرية وتثمينها، ويبحث الثاني في تقنين نظام الرقابة وتتبع الأحياء البحري وحماية بيئتها من التلوث.
وسجل الباحث، أن عوامل الإجهاد للأنشطة البشرية كان لها تأثير كبير على البيئة البحرية وعلى استدامة التنوع البيولوجي البحري. حيث حاولت الورقة البحثية الوقوف عند بعض التحديات التي تؤثر على استدامة التنوع البيوجي البحري، والمتمثلة في التأثير السلبي لأنشطة الصيد والإستغلال غير المعقلن للأحياء البحرية، فضلا عن أنشطة البحث واستغلال معادن أعماق المحيطات. هذه التحديات قابلتها إشكالية التوفيق بين السعي الحثيث وراء استغلال هذه الثروات البحرية، وضرورة الحفاظ على استدامتها.
وأفرزت هذه الإشكالية ييرز مولود أسباعي، اعتماد تدابير وإجراءات دولية ترجمت إلى سياسة عمومية وطنية هادفة لخلق التوازن ما بين الاستغلال المعقلن وضمان الاستمرارية، مرتكزة على حماية الأحياء البحرية وتنميتها، من خلال التصدي لبعض وسائل الصيد التي تهدد البيئة البحرية، وإعداد مخططات لتهيئة المصايد وعقلنة نشاط الصيد، فضلا عن نشاط الاستزراع وتربية الأحياء البحرية، بالإضافة إلى تقوية إجراءات الزجر والعقاب، عبر تقنين نظام الرقابة وتتبع الأحياء البحرية وحماية بيئتها من التلوث. كما نبّه الباحث، إلى محاربة الصيد المحظور ومحاربة التلوث البحري الناجم عن السفن، وفق الرقابة المشددة والتتبع المستمر للملاحة البحرية وحركة السفن في البحر.