وضعت كل من مصالح مندوبية الصيد البحري بالوطية وأطر معهد تكنولوجيا الصيد بطانطان ربابنة مراكب السردين أمام سلوكياتهم العفوية، التي ظلت تحكم علاقتهم براديو باليز ، حيث ظهر مجموعة من ربابنة وخلفان السردين وهم يضحكون من سلوكياتهم، وينتقدون أنفسم أمام المشاهد التي نجحت الدورة التحسيسية المنظمة لفائدتهم صباح اليوم بالمعهد المذكور، في سياق الجهود المبدولة الرامية لتصحيح المفاهيم، ووضع الوسط المهني في عمق المسؤولية الفردية والجماعية، بورش السلامة البحرية على متن القطع البحرية .
محمد إد بنجاعة نائب رئيس جمعية ربابنة الصيد الساحلي بطانطان أحد الحضرين لأشغال اللقاء ، قال للبحرنيوز أن هذه الحملة التحسيسية التي وصفها بالجيدة، قد حررتنا إلى حد بعيد ، وجعلتنا نقترب من وظائف الجهاز وصلاحياته المختلفة، ونحن الذي كان كثير منا يعتقد أن هذه الجهاز قد تم تثبيته على متن المراكب، لمراقبة تحركات الأطقم البحرية وسلوكياتهم على متن المراكب المختلفة.
وأكد بنجاعة الذي بدى منتشيا بما أكتسبه من معارف ضمن هذا اللقاء التواصلي والتوجيهي، أن الحملة خاطبت وبدون لغة خشب وعينا المهني، وصححت إعتقاداتنا بخصوص هذا الجهاز ، وأظهرت مدى سداجة الكثير من الأطقم البحرية في تعاطيها مع راديو باليز ، مؤكدا أنه قد حان الوقت لتغيير تلك الضبابية والسلوكيات الخاطئية، التي ظلت مرتبطة بمختلف إستعمالات هذا الراديو، الذي جاء ليحمي حياتنا ويساهم في إنقاذنا عند مواجهة المصاحب وحدوث الخطر لاقدر الله .
فجهاز راديو باليز وفق المفهوم الذي تم تقديمه ضمن اشغال الورشة هو جهاز إرسال لتحديد الموقع في حالات الحوادث عبر الأقمار الإصطناعية ، وهو جهاز لاسلكي يستخدم في حالة الطوارئ، لتحديد موقع السفن المعرضة للخطر وبحاجة إلى إنقاذ فوري . إذ وفي حالة الطوارئ تتم الإستعانة به من أجل إخبار مركز الإنقاذ عن وجود خطر على سلامة المركب وكذا طاقمه . أما في حالة غرق السفية بشكل مفاجئ فإن الجهاز يعمل على إرسال رسالة بشكل أوتوماتيكي، تستخدمها فرق البحث والإنقاذ لتحديد مواقع الغرق، وتقديم المساعدة بسرعة في حالة وجود ناجين.
عدم الوعي بأهمية الجهاز ونجاعة إستعماله جعل الكثير من الربابنة يقعون في أخطاء مؤثرة على سلامة الجهاز في حالة الحاجة إليه، إذ أكد يوسف فنون مندوب الصيد البحري أن عمليات المراقبة والتفتيش التي تطال هذا الجهاز، عادة ما تقف على مجموعة من الخروقات من قبيل تغطية الجهاز، أو إحاطته باللصاق، او تغيير مكانه بوضعه في مناطق مغلقة، أو بين معدات الصيد، وغيرها من السلوكيات ، التي تضر بجاهزية الجهاز الذي لن يشتغل إلا بملامسته المياه، وإستشعاره حالة الخطر، لأنه جهاز وضع ليساعد رجال الإنقاذ، في الوصول للأطقم البحرية في حالة ما تعرضوا لحوادث خطيرة لا قدر الله ، فهو جهاز للحماية وليس للمراقبة كما يعتقد كثير من الأطقم البحرية.
وأضاف مندوب الصيد أنه ولضمان بعث هذا الجهاز إشارته عند الخطر، فمن المفروض ان يكون إستعماله صحيحا على مستوى التموقع بالمركب ، وكذا الإطمئنان على سلامته ، حيث أن الحملة التي إنطلقت اليوم بالوطية في سياق الحملة الوطنية التي فعلها قطاع الصيد بمختلف موانئ المملكة وفق برمجة دقيقة ، عمل خلالها المؤطرون على تبسيط المفاهيم وتصحيح المعتقدات المرتبطة بالجهاز . حيث ستتواصل الحملة في إستهداف مختلف الأطقم البحرية بالأساطيل التي تنشط بالميناء ، بعد أن تم إستهداف أطقم مراكب السردين صباح اليوم .
وعمل المنظمون على إستخدام طرق مبسطة في الشرح إعتمادا على صور تظهر الكثير من الممارسات السلبية ، وتقديم شريط فيديو يلامس مختلف الإستعمالات المرتبطة بالجهاز إد يحدد السليم منها ويشطب على السلوكيات الخاطئة. حيث أكد الكرش محمد سالم مدير معهد التكنولوجيا للصيد البحري بطانطان أن الحملة التي تم إطلاقها اليوم بالوطية ، هي تدخل في سياق المبادرات التي ظل المعهد يقدمها بشكل دوري ، بهدف مخاطبة الوعي المهني فيما يتعلق بالسلامة البحرية .
وأبرز أن دور المعهد يبقى منفتحا على مختلف المبادرات التأطيرية، مبرزا أن الإشكالية التي عادة ما تواجه الحملات التحسيسية والتأطيرية، تبقى مرتبطة بصعوبة تجميع الأطقم البحرية. هذه الآخيرة التي تبقى منشغلة بنشاطها المهني، ما يؤثر في كثير من الأحيان على الأهداف المنوطة بهذه الحملات المسترسلة . واشار مدير المعهد إلى أن الغاية من حملة اليوم هو ربط الوعي المهني بمسؤوليته في الإستخدام السليم لمعدات الإنقاذ والسلامة، لتلافي حوادث قاتلة لاقدر الله ، وضمن هذه المعدات التي تكتسي أهمية خاصة يبرز جهاز راديو باليز ، الذي قدمنا بشأنه يقول مدير المعهد مجموعة من المعطيات والرسائل التي وجب إلتقاطها بشكل إيجابي لضمان الإستخدام الأمثل للجهاز كما هو واضح في هذا الشريط التحسيسي:
